وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بغداد، في زيارة مفاجئة امس. وأكدت مصادر في بغداد، أن هدف الزيارة كان تأمين نقل النفط الايراني الى بلاده عبر شبكة الأنابيب العراقية، في محاولة لمواجهة العقوبات الدولية الجديدة. وأضافت المصادر أن المعلم طلب أيضاً التعاون في منع المسلحين من التسلل إلى الأراضي السورية في «هجرة عكسية»، بعدما كانوا يتسللون منها إلى العراق. وفيما اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال استقباله المعلم، ان «تحقيق الاصلاحات» في سورية سيساعد في إحلال «الأمن والاستقرار» فيها، لفت المراقبين إلغاء مؤتمر صحافي كان متوقعاً ان يعقده وزير الخارجية السوري مع نظيره العراقي هوشيار زيباري. وكانت دمشق أعلنت اعتقال مسلحين قدموا إليها من العراق للمشاركة في المواجهات الدائرة بين قوات الأمن ومسلحين «مندسين» في صفوف المتظاهرين. وقال وزير الدولة الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح إلى «الحياة»، أن «زيارة المعلم سبقها تنسيق بين وزارتي خارجية البلدين». وأشار الى انه بحث خلال لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي، وبعض المسؤولين الآخرين في «تفعيل خط النفط الإستراتيجي الممتد بين العراق وسورية». وأضاف أنه «تم الاتفاق على تفعيل التعاون التجاري بين البلدين بما ينسجم وتوجهات السوق العراقية». وعن اوضاع اللاجئين العراقيين في سورية، قال إن «الفترة المقبلة ستشهد عودة مجموعات كبيرة منهم بسبب استقرار الاوضاع في البلاد». وأوضح ان «الهدف الرئيسي لزيارة المعلم تأكيد تأييد سورية للحكومة العراقية ودعم توجهاتها في ترسيخ قواعد الحكم في البلاد. ويشكل التوجه السوري الجديد نقطة تحول في العلاقة بين الطرفين سيترتب عليها نتائج مهمة بالنسبة إلى الجماعات المسلحة التي احتضنتها سورية في وقت سابق». وأضاف ان «المعلم ابلغ الحكومة العراقية رغبة دمشق في تفعيل خط كركوك – بانياس لنقل النفط الخام الى الاسواق الاوروبية، فضلاً عن السماح بنقل النفط الايراني عبر شبكة خطوط الانابيب الواصلة بين العراق وسورية لمواجهة أي تطور في الموقف الدولي». وطالبت بغداد دمشق اخيراً بتسليم مثنى حارث الضاري، نجل زعيم «هيئة علماء المسلمين»، الذي أكدت مصادر إعلامية اعتقاله في دمشق، بتهمة دعم المتظاهرين، فيما يؤكد مراقبون ان بغداد قد تستغل الوضع السوري الحالي لمطالبة دمشق بتسليمها قادة جماعات مسلحة وبعثيين. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي بعث المستشار الخاص به عبد الحليم الزهيري الى دمشق بعد ايام من اندلاع التظاهرات فيها لتأكيد دعم الحكومة السورية في مواجهتها المتظاهرين. وفي سياق متصل، يبدأ رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت اليوم زيارة للعراق على رأس وفد يضم عدداً من الوزراء وممثلي القطاع الخاص.