أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في مصر أول حصيلة للعملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» التي انطلقت الجمعة، وأسفرت في يوميها الأولين، وفق بيان للجيش صدر أمس، 16عن مقتل إرهابياً واعتقال 4 آخرين و30 مشتبهاً بهم، فيما كشف الجيش عن إعداد الإرهابيين «ملاذات» للفرار إليها من «قواعد تمركزهم» للتخفي من القصف الجوي والمدفعي، إذ قصفت القوات الجوية 66 ملاذاً منها ودمرتها. وقالت قيادة الجيش في رابع بياناتها عن العملية العسكرية أمس، إن قوات مكافحة الإرهاب من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين مدعومة بعناصر من وحدات الصاعقة والمظلات وقوات التدخل السريع وعناصر من الشرطة قامت بعمليات تمشيط ودهم واسعة النطاق «على المحاور والمدن والقرى كافة شمال سيناء ووسطها». وأوضح البيان أنه دُمرت 4 مخازن تحتوي على كميات كبيرة من المواد المتفجرة والعبوات الناسفة، وأُبطلت 12 عبوة زُرعت في أماكن تحرك القوات. ولفت البيان إلى تدمير 13 سيارة دفع رباعي خاصة بالعناصر الإرهابية و31 دراجة نارية، علماً بأن سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية ممنوع استعمالها في مناطق شاسعة في شمال سيناء ووسطها. وأفاد بأن القوات دمرت معملاً ميدانياً تستخدمه العناصر الإرهابية في تصنيع العبوات الناسفة، ومركزاً إعلامياً عُثر فيه على كومبيوترات ووسائل اتصال لاسلكية وكتب ووثائق ومنشورات خاصة بالفكر الجهادي، فضلاً عن إتلاف 6 مزارع لمواد مُخدرة. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كشف سابقاً عن أن جزءاً من تمويل الإرهاب في سيناء مصدره تجارة المخدرات. وكشف البيان أمس، عن استخدام حاملة الطائرات الفرنسية من طراز «ميسترال» في مهمات «إبرار المجموعات القتالية عناصر الوحدات الخاصة البحرية»، لتنفيذ أعمال تمشيط على طول ساحل العريش. وكانت قيادة الجيش أوضحت أن القوات البحرية كُلفت قطع أي إمدادات للعناصر الإرهابية ومنع فرار أي متطرفين عبر ساحل البحر المتوسط. وأشار البيان إلى قيام عناصر حرس الحدود والشرطة بتكثيف إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق العامة وتنفيذ أعمال التمشيط في الظهير الصحراوي الغربي لمحافظات الجنوب، وفي الطرق والمدقات والدروب الجبلية على الحدود الجنوبية والغربية لإحباط أي محاولة لاختراقها. ميدانياً، سُمعت في مناطق في الظهير الصحراوي الجنوبي لمدن شمال سيناء أصوات قصف مدفعي. وقالت مصادر طبية في العريش ل «الحياة» إن مستشفيات المدينة «لم تستقبل حتى صباح أمس أي جريح من المدنيين». ولوحظت زيادة الاستنفار الأمني في القاهرة، إذ انتشرت الحواجز الليلية بكثافة في الشوارع والميادين الرئيسة، وجالت آليات للشرطة يعتليها ضباط وجنود مدججون بالسلاح مناطق عدة لتمشيطها. وزادت التحصينات الأمنية في محيط المنشآت العسكرية والأمنية والمصالح الحيوية في العاصمة. وتفقد مديرو الأمن في المحافظات، خصوصاً في الصعيد (جنوب مصر) إجراءات التأمين في مناطقهم، ونبهوا القيادات الأمنية على ضرورة اليقظة في هذه المرحلة. الى ذلك، أعلن مجلس النواب المصري أمس، دعمه الكامل العملية العسكرية، في وقت أكد نواب عن محافظتي شمال وجنوبسيناء أنه «لن يكون على أرض سيناء إلا الدولة المصرية، ولن يعيش فيها إلا المصريون». وقال رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال، في الجلسة العامة للبرلمان أمس، إن اللجنة العامة لمجلس النواب أصدرت بياناً أكد دعم البرلمان الكامل للقيادة السياسية في موقفها الحازم من الإرهاب، لافتاً إلى أن المجلس يثمن تضحيات قوات الجيش والشرطة. وأضاف البيان أن البرلمان يُتابع عن كثب ما يقوم به الجيش والشرطة وأجهزة الدولة من تنفيذ العملية العسكرية في سيناء، مؤكداً إدراك أعضاء البرلمان «الأهداف الخبيثة» للعناصر الإرهابية التي تسعى إلى «الحشد لتنفيذ عمليات إرهابية، خصوصاً قبل الانتخابات الرئاسية المقرر الاقتراع فيها في آذار (مارس) المقبل».