في الوقت الذي نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك ادعاء أرباب شركة إسرائيلية للنقل البحري بأن علاقاتها التجارية مع إيران حصلت على إذن من «جهات إسرائيلية مختصة»، أشار رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (موساد) السابق مئير دغان إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا على علم بهذه العلاقات، ما يرجح أيضاً تسريبات من أوساط الشركة الإسرائيلية بأنها استغلت رسو ناقلات النفط التابعة لها في إيران لتقدم خدمات استخباراتية للدولة العبرية. وفاجأ دغان حين اعتبر الحملة العنيفة في الرأي العام الإسرائيلي على أصحاب الشركة «مبالغاً فيها» و «خرجت عن سياقها». إلى ذلك نقلت الصحف عن أوساط في الشركة «غضبها الشديد» على نفي نتانياهو «وتخليه عن الشركة التي قدمت الكثير لإسرائيل». وأضافت أن «عندما كانت إسرائيل بحاجة إلى خدمات عائلة عوفر (أصحاب الشركة) عرفت لِمَن تتوجه، أما الآن فإنها تدير ظهرها لنا». وتابعت أنه ينطبق على نتانياهو وحكومته المثل القائل بأن «الزنجي قام بالمهمة، باستطاعة الزنجي أن ينصرف». وأشارت الصحيفة إلى أن أصحاب الشركة يلتزمون الصمت ليس لأنه ليس لديهم ما يقولونه إنما لأنهم لا يستطيعون البوح بشيء، «لكننا منزعجون من نفي نتانياهو وهو الذي يعلم أنه تم استخدام الشركة في أكثر من مرة لاحتياجات قومية» كما يقولون. وتبحث لجنة الاقتصاد البرلمانية الإسرائيلية اليوم في «الفضيحة». ودعي إلى الاجتماع رئيس الحكومة وأصحاب الشركة إلا أنه لا يتوقع أن يحضر الأخيرون استمراراً لسياسة الصمت التي يتبعونها. وكتب المعلق العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان أن نفي نتانياهو كان متوقعاً «لأنه لا يجوز أن يقول غير ذلك وهو الذي يدعو صباح مساء العالم لفرض عقوبات اقتصادية على إيران». وأضاف أنه حتى إن كانت إسرائيل مرتبطة بنشاطات عائلة عوفر في ايران، فإن ليس في مقدورها أن تُقر بذلك «لأن هناك أموراً يتحتم نفيها في كل الأحوال».