آلاف القصص المؤلمة لم يكتب لها الظهور بعد، هي حصيلة احتلال تنظيم داعش الإرهابي طوال ثلاثة أعوام مضت بعض المدن الواقعة في شمال العراق. قصة فريدة عباس (17 عاماً) الفتاة الإيزيدية التي فرض التنظيم حصاراً على مناطقهم مطلع آب (أغسطس) 2014، ترويها بنفسها ل«الحياة» بعد أن نجت بأعجوبة من بطش خاطفيها. (راجع ص 9) كشفت فريدة في حديثها عن تفاصيل ما مرت به منذ بدء الحصار على منطقتها الريفية، مروراً بالاعتداءات التي تعرضت لها من عناصر التنظيم وقيادته، حتى هربها إلى أحد المخيمات في كردستان العراق. وقالت: «بدأ تنظيم داعش الإرهابي هجماته على المناطق الإيزيدية في سنجار بحصار دامٍ، تمكن خلاله من الاستيلاء على المنطقة، ومن ضمنها قريتي بعد انسحاب القوات الأمنية من دون مقاتلتهم. أعطى التنظيم الإرهابي أهالي القرية مهلة 13 يوماً للدخول إلى الإسلام وتغيير ديانتهم، ثم بعد ذلك قاموا بجمع أهل القرية في مدرسة، وكانت عائلتي من ضمنهم، وطلبوا منهم أن يتركوا دينهم ويعتنقوا الإسلام، فثارت ثائرة أهل القرية ورفضوا العرض (الداعشي) رفضاً قاطعاً». بعد انتهاء المهلة، كما تروي فريدة، فصل التنظيم الإرهابي الرجال عن النساء، وأجبروا الرجال على ركوب سيارات أتوا بها إلى أطراف القرية وقتلوهم جميعاً بطرق وحشية، وكان من ضمنهم والدي، واثنان من أشقائي، وتم اقتيادنا (النساء) إلى مبنى معهد صولاغ في بلدة سنجار، قبل أن نذهب إلى الموصل، ومن ثم إلى الرقة السورية. عاشت الفتاة ورفيقاتها البالغ عددهن 48 فتاة إيزيدية، أبشع صور الاستعباد والعنف واللا إنسانية، إذ تم احتجازهن في سجن تابع للتنظيم، على أن يأتي في كل يوم عناصر التنظيم لاختيار ما يطيب لهم منهن «قسراً» تحت التهديد والضرب.