كشف الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) فيصل بن معمر، عن انتهاء المركز من صياغة اللمسات النهائية لإطلاق منصة حوار دائم بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي نهاية شباط (فبراير) الجاري، واصفاً إياها بالشبكة الفريدة، كونها تعزز فرص التواصل بين المجتمعين؛ المسلم والمسيحي. وقال ابن معمر، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي بعنوان: «معالجة العنف الممارس باسم الدين»، المنعقد في روما، في حضور عدد من القيادات الدينية والسياسية والفكرية من مختلف دول العالم، «المركز أنشأ أول شبكة في العالم العربي بين الكليات الدينية الإسلامية والمسيحية، لإدخال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مناهجها». وأكّد التزام المركز تعزيز دور الحوار في مناهضة العنف باسم الدين، مشيراً إلى تنظيمه «مؤتمر فيينا» رفيع المستوى التاريخي، الذي عقد في 2014 بمدينة فيينا، بعنوان: «متحدون ضد العنف باسم الدين». وأوضح أن نتائج المؤتمر أدت دوراً مهماً في صياغة خطة عمل الأممالمتحدة عام 2015 لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإبادة، بتفعيل دور الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية في الإسهام في هذه الخطة مع صانعي السياسات. ودعا ابن معمر، إلى الخروج من دائرة الاتهامات المتبادلة وربط الأديان بما يقوم به المجرمون والإرهابيون في أي دين كان، وخصوصاً الدين الإسلامي، «والعمل على كل الأصعدة، وبخاصة مع المؤسسات القائمة في المجتمعات المحلية، لإطلاق برامج عملية وتطبيقية، وأن نخرج بها من دائرة التوصيات والبيانات؛ والاعتماد على دراسات من داخل المجتمعات، والتركيز على جذب الغالبية الصامتة المعتدلة، وتأهليهم ليكونوا هم الذين يواجهون التطرف ويحمون مجتمعاتهم». وشدَّد على أهمية تعزيز ثقافة المواطنة المشتركة، بغض النظر عن الأصول الدينية أو العرقية، مشيراً إلى أن المركز بذل وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في مكافحة التطرف والإرهاب. واستعرض عدداً من البرامج والمبادرات التي تبنتها السعودية في التصدي للتطرف والإرهاب، وركزت على تعزيز الجهود الأمنية والفكرية وترسيخ التعايش الاجتماعي وتعزيز قيمة المواطنة المشتركة. وأكد نجاح المؤسسات الكبرى، التي أعلنتها السعودية داخلياً وإقليمياً ودولياً، «مثل المركز العالمي لمكافحة التطرف، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك سلمان العالمي للسلام، وغيرها من الجهود المحلية والإقليمية والعالمية لمكافحة التطرف والإرهاب وترسيخ الوسطية والاعتدال». وأرجع الإنجازات التي تحققت إلى تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية في دعم ومساندة صانعي السياسات، قائلاً: «نحن المركز الدولي الوحيد في مجال الحوار العالمي الذي يجمع بين صانعي السياسات في الدول المؤسسة والقيادات الدينية المتنوعة، في مجلس إدارته وفي مجلس استشاري مكون من 100 عضو من أديان وثقافات متنوعة».