أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عن قلقه إزاء ما يجري في ما وصفهما ب»جبهتي السلام»، أي مصر والاردن، ولفت الى «الصعوبات التي تواجهها مصر في بسط سيادتها على سيناء» الأمر الذي تستغله «مجموعات ارهابية دولية تستعد لتعزيز وجودها في هذه المنطقة المجاورة لقطاع غزة» في اشارة الى تنظيم «القاعدة». وأضاف أن حركة «حماس» تزداد نفوذاً في الأراضي المصرية وأنها نقلت معظم نشاطاتها الى مصر من دمشق. وحذر نتانياهو من النشاط المتزايد «للمنظمات الإرهابية العالمية» بسبب العلاقة القائمة بين سيناء وقطاع غزة، وقال إن «الارتجاجات الهائلة» التي يشهدها العالم العربي تحتم على إسرائيل أن تتصرف «في شكل واعٍ ومسؤول»، مضيفاً أن تل أبيب ترحب بالمقاربات الديموقراطية في الدول العربية «لكننا لا نستطيع أن نتوقع ماذا سيحصل في المستقبل في الدول الأخرى». وكان نتانياهو يتحدث أمس أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية مجملاً أيضاً نتائج زيارته إلى الولاياتالمتحدة بالقول إن الغرض منها كان «تثبيت الأسس التي توحّد غالبية الأحزاب (الإسرائيلية) مثل الاعتراف (الفلسطيني) بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، ومواصلة الوجود العسكري الإسرائيلي في غور الأردن (المحتل) أيضاً بعد التسوية الدائمة، وأن لا يتم حل قضية اللاجئين داخل إسرائيل، ورفض التفاوض مع حماس قبل التزامها شروط الرباعية الدولية». وأضاف أن المواقف التي أعلنها أمام الكونغرس الأميركي تلقى تأييداً واسعاً في أوساط الشعب الأميركي. إلى ذلك، اعترف نتانياهو أن إسرائيل لن تتمكن من منع الجمعية العامة في الأممالمتحدة من التصويت على الاعتراف بدولة فلسطينية، غير أن هذا الإجراء «محكوم بالفشل» بنظره. وقال:»يمكن للأمم المتحدة أيضاً تبني قرار يعلن أن الأرض مسطحة. من المهم أن نستعد لهذا التسونامي في أيلول (سبتمبر) لأننا لن نحظى سوى بدعم بضع دول. ولا يمكن لأحد أن يمنع قراراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية». لكنه رأى أن «هذا الإجراء محكوم بالفشل لأنه لا يمكن للأمم المتحدة الاعتراف بدولة من دون توصية مسبقة من مجلس الأمن». وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جوزف دييس اعلن الجمعة أن حصول الدولة الفلسطينية المستقبلية على اعتراف الأممالمتحدة يتطلب موافقة مجلس الأمن. وقالت رئيسة المعارضة زعيمة حزب «كديما» تسيبي ليفني إن «رئيس الحكومة يعرف إلقاء الخطابات، لكنه لا يعرف كيف يمكن كسب تأييد العالم على نحو يفيد مصالح إسرائيل». وأضافت أن الأسوأ من ذلك هو أن سياسة نتانياهو «تقضم» المصالح القومية والاستراتيجية لإسرائيل، وأنه «كلّما تحدث أكثر كلما تراجع التأييد لإسرائيل». وكان رئيس اللجنة الرجل الثاني في حزب «كديما» شاؤول موفاز قال في مستهل الجلسة إن حزبه أيضاً يعارض أي حل يُفرض على إسرائيل، معتبراً ذلك «شأناً يتعلق بالسيادة ومسألة مبدئية». وأضاف انه يتحتم على إسرائيل، في المقابل، «أن تقوم بنفسها بما يجب أن تقوم به» وأن أية محاولة لفرض تسوية ستحقق عكس المرجو منها.