تُعتبر كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من أقرب المقرّبين منه، وتحظى بنفوذ متزايد في البلاد. دخلت كيم التاريخ أمس، بوصفها أول عضو في السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية يزور الجنوب، منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) التي تلتها هدنة، لا معاهدة سلام بين الشطرين اللذين لا يزالان عملياً في حال حرب. ويُعتقد أن كيم يو جونغ عمرها 30 سنة، وهي إحدى الأبناء الثلاثة للزعيم الراحل كيم جونغ إيل، من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونغ هوي، أي أنها الأخت الشقيقة لكيم جونغ أون، ودرست في سويسرا. وبقيت بعيدة من الأضواء حتى تشييع والدها، إذ شوهدت عبر شاشة التلفزيون الرسمي تقف مباشرة وراء شقيقها وهي تبكي شاحبة الوجه. وارتقت كيم يو جونغ، التي تتقن الإنكليزية والفرنسية، سريعاً بعد تولّي شقيقها الحكم، لتصبح من النساء الأكثر نفوذاً في الدولة الستالينية. وقال يانغ مو جين، وهو بروفسور في جامعة دراسات كوريا الشمالية في سيول: «إنها من القلائل الذين يمكنهم التحدث بحرية في أي موضوع مع الزعيم كيم. قدراتها تفوق أي مسؤول كوري شمالي، عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار وتنسيق السياسات مع الزعيم». ويرى محللون أن شقيقها يعدّها لتولي مناصب أعلى، وأنها خطت أمس أولى خطواتها الديبلوماسية الدولية، بمشاركتها في الوفد الديبلوماسي الكوري الشمالي المشارك في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغتشانغ. وكيم يو جونغ عضو مناوب في المكتب السياسي التابع للجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الحاكم، وهي هيئة اتخاذ القرارات الحزبية، وتؤدي دوراً أساسياً في الدعاية للحزب. ونادراً ما تشغل نساء منصباً سياسياً بارزاً في كوريا الشمالية، حيث المجتمع ذكوري الى حد بعيد، في استثناء السلالة الحاكمة. وكانت كيم كيونغ هوي، عمّة كيم جونغ أون وشقيقة كيم جونغ إيل، جنرالاً بأربع نجوم وعضواً بارزاً في الحزب، إلى أن أُعدم زوجها جانغ سونغ ثايك، بعد إدانته بالخيانة عام 2013، ولم تظهر بعدها في مناسبات عامة. لكن تشيونغ سيونغ تشانغ، وهو محلل في معهد «سيجونغ»، يعتبر أن سلطة كيم يو جونغ تجاوزت بأشواط ما كانت تتمتع به عمتها، وخلال فترة زمنية أقصر. إذ انتُخبت عضواً في البرلمان وعمرها 27 سنة، علماً أن عمتها دخلت البرلمان وعمرها 44 سنة. ويرأس الوفد الكوري الشمالي الى الأولمبياد الرئيس الفخري لكوريا الشمالية كيم يونغ نام. لكن تشيونغ يرى أن «كيم يو جونغ ستكون الرئيس الفعلي للوفد»، علماً أنها ستتناول اليوم الغداء مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، ويُرجّح محللون أن تسلّمه رسالة شخصية من شقيقها. لكن زيارتها تغضب كوريين جنوبيين، يتهمون بيونغيانغ بالسعي الى «خطف» الأضواء المسلطة على الألعاب. وكتبت صحيفة «تشوسون» اليمينية: «بإيفاده كيم يو جونغ، قد يكون كيم جونغ أون يضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطة».