يبحث «المايسترو» الإيطالي أندريا بيرلو عن إسدال الستار على مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة بلاده لإحراز اللقب العالمي الخامس. كانت الخطوة التي قام بها بيرلو في صيف 2011 بالانتقال من ميلان إلى يوفنتوس مفصلية في مسيرته الاحترافية، لأنه استعاد الحياة مجدداً ولعب دوراً أساسياً في قيادة «السيدة العجوز» إلى إحراز لقب الدوري المحلي في المواسم الثلاثة الأخيرة، فيما تقهقر فريقه السابق الذي انتهى به الأمر في 2014 للفشل حتى في الحصول على أحد المراكز الأوروبية. ترجم بيرلو استعادته لمستواه الرائع بقيادة إيطاليا إلى نهائي كأس أوروبا 2012، ونجح في الخروج من الظل لأنه لم يأخذ حقه على الإطلاق من ناحية التسليط على أهمية الدور الذي لعبه مع ميلان من 2001 إلى 2011، لأن الأضواء كانت دائماً مسلطة على لاعبي الأموال الطائلة، مثل البرازيلي كاكا أو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. «بيرلو قائد صامت. إنه يتحدث بقدميه»، هذا ما قاله مدرب إيطاليا السابق مارتشيلو ليبي عن بيرلو الذي يخوض مونديال البرازيل وهو في ال35 من عمره، لكن ذلك لن يمنعه من أن يكون مهندس الفريق وركيزته الأساسية. انتقل بيرلو إلى يوفنتوس في 2011 من دون أن يكون لعامل المال أي دور، لأنه كان في نهاية عقده مع ميلان، وكل ما أراده لاعب بريشيا وإنتر ميلان السابق هو أن يحظى بفرصة إنعاش مسيرته بعد «الملل» الذي أصابه في ميلان. «إنها صفقة القرن، عندما أراه يلعب أمام خط دفاعي، أشعر بالاطمئنان»، هذا ما قاله حارس يوفنتوس وقائد المنتخب غانلويغي بوفون عن انضمام بيرلو إلى «السيدة العجوز» بعد 10 أعوام أمضاها في «سان سيرو»، وتوّج خلالها بلقب الدوري المحلي مرتين ولقب الكأس مرة واحدة، ومسابقة دوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبية مرتين، وكأس العالم للأندية مرة واحدة. يدين بيرلو بالمستوى الذي وصل إليه إلى مدرب ميلان السابق كارلو أنشيلوتي الذي قرر أن بالإمكان الاستفادة من قدرات هذا اللاعب بشكل أفضل من خلال وضعه أمام المدافعين مباشرة، عوضاً عن أن يكون صانع الألعاب الموجود خلف المهاجمين. غيّر بيرلو بالفعل وجه الكرة الإيطالية، ومنحها الجمالية والإبداع، وهو يأمل بأن يستمر الوضع على ما هو عليه في معقل الكرة الجميلة على أرض «سيليساو».