على رغم منع إدارة مستشفى الملك فهد في جدة نساء تجمهرن لتصوير الداعية محمد العريفي بعد حرمانهن من متابعة محاضرة ألقاها في قاعة الرجال، تحايلت إحدى الحاضرات على قرار المانعين بمنحها أحد حراس الأمن هاتفها الخليوي لالتقاط صورة من الداعية، معللة تصرفها أنها تريد أن تضعها خلفية ل «جوالها». واضطرت إدارة المستشفى لوضع حارس أمن لمنع دخول النساء إلى القاعة المخصصة للرجال التي ألقى فيها العريفي أول من أمس (الجمعة) محاضرة عن أهمية وأدب زيارة المريض ضمن الحملة التوعويه التي تنظمها هذه الأيام إدارة التوعية الدينية ب «صحة جدة» بعنوان «ابشر أيها المريض». وفي المحاضرة، استنكر العريفي حرص الناس على زيارة الشخصيات المهمة والمسؤولة، وقال: «أتعجب من ازدحام غرف كبار المسؤولين حين المرض بالناس واكتظاظها بالورود، في الوقت الذي يفتقد فيه المريض العادي البسيط لمن يزوره ويشد من أزره»، منوهاً بأهمية زيارة المريض التي تعود عليه بالنفع، وتفقد أحواله والوقوف معه، ومستوجباً أن تكون الزيارة خالصة لله لما فيها من أجر عظيم، مشيراً إلى أنها واجبة «إذا تركها الجميع أثموا» على اعتبار أنها فرض كفاية. وعقب تدشينه الحملة التي تستمر أسبوعاً، شدد مساعد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور تركي الشريف على أهمية مثل هذه الحملات التوعوية التي تسهم في رفع الروح المعنوية لدى المرضى وأيضاً في حدوث الشفاء السريع للمريض (بعد إرادة الله). ولخص الشريف أهداف الحملة في تركيزها على بث روح الأمل لدى المريض ورفع معنوياته، وتوعية الزوار بآداب زيارة المريض. وعلى الصعيد ذاته، كشف رئيس الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد طلال الناشري استقبال المستشفى سبعة آلاف زائر في الأيام العادية، وخمسة آلاف زائر في نهاية الأسبوع فضلاً عمن يأتي في غير الأوقات المخصصة للزيارة، مستدركاً: «هناك مرضى لا يأتي لزيارتهم أو السؤال عنهم أحد»، مرحباً بزيارة المرضى الذين ليس لهم من يسأل عنهم وينظر في أحوالهم، ومواساتهم». وفي المناسبة، قالت إحدى الحضور وتدعى أم عبدالله ل «الحياة»: «أحرص كثيراً على اصطحاب أطفالي لتسجيل زيارات بصفة شهرية للمرضى الذين ليس لهم أحد، وحمل الورود إليهم وتفقد أحوالهم, إذ إن هدفي من هذا الإجراء تعليم أبنائي الرحمة والتودد للمحتاج والمريض»، لافتةً إلى أن زيارتها وأطفالها دائماً ما تنتهي ب «سعادة وانشراح تملأ جوانحهم قبل المريض نفسه».