أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال انفصاليين محافظ جزيرة كورسيكا، كلود ارينياك، أن الجزيرة «أرض العزة والكرامة وجزء من الجمهورية الفرنسية وتاريخها»، مشدداً على أن «ما يجمعهما أقوى مما يفرق بينهما». وبعدما أزاح الستار عن نصب أقيم في ساحة اغتيل فيها ارينياك في 6 شباط (فبراير) 1998، وباتت تحمل اسم الأخير، وصف ماكرون حادث الاغتيال ارينياك بأنه «جريمة لا تقبل أي تبرير أو تفسير، ولا علاقة لها بأي نضال من أجل التحرر قتلت رجلاً خدم الجمهورية ونعتبره شهيداً علمانياً سقط لأنه آمن بمهمته». وأضاف أن «اطلاق اسم المحافظ القتيل على الساحة تكريس لوحدتنا في اطار الجمهورية، وما يجمعنا أقوى مما يفرقنا، خصوصاً أن الجمهورية حمت سكان كورسيكا من عنف الذين ادعوا تحريرها». وقالت أرملة المحافظ القتيل ارينياك التي عادت للمرة الأولى إلى كورسيكا منذ اغتيال زوجها برفقة ابنها وابنتها: «لم يكن قرار العودة سهلاً، واعتقدت بأنني لن أعود أبداً إلى هذا المكان الملعون». ووصفت القتلة بأنهم «مجموعة من الإنفصاليين الارهابيين قتلوا زوجي لأنهم يريدون قتل الجمهورية التي لن تنسى أبداً ما حصل قبل 20 سنة، والصفحة لن تقلب لأنها ملطخة بالدماء». وكان لافتاً غياب رئيس الجمعية الكورسيكية الزعيم الاستقلالي جان غي تالاموني عن مراسم تكريم ارينياك. وبرر ذلك بتاريخه السياسي القريب من التيارات السرية للإستقلال، علماً أنه كان أبدى رغبته في قلب صفحة نزاع عمره 50 سنة بين السلطات الفرنسية والانفصاليين الذين قرروا في 2014 نبذ العنف الذي شمل تنفيذ أكثر من 4500 هجوم، واعتماد نهج الحوار والتفاوض لتعزيز الاستقلال الذاتي للجزيرة عبر الاعتراف بخصوصيتها وادراج ذلك في الدستور الفرنسي. لكن ماكرون التقى تالاموني لاحقاً، وناقش معه ومع مسؤولين آخرين مواضيع تتعلق بمطالب الانفصاليين الذين باتوا القوة السياسية التي تسيطر على الجزيرة. كما التقى ماكرون الرئيس القومي للمجلس التنفيذي الكورسيكي جيل سيميوني الذي كان قبل انتخابه أحد محامي ايفان كولونا، المدان بالسجن المؤبد لقيادته مجموعة اغتيال المحافظ ارينياك. وبعدما صرح سيميوني الاثنين بأن «ثمة فرصة تاريخية للخروج من منطق النزاع، لكنني لا أعرف نيات ماكرون»، دعا الرئيس الفرنسي الى التفكير في مستقبل كورسيكا بلا إخراجها من «حضن الجمهورية». كما حدد «مسلمات لا تمكن المساومة عليها» بينها رفض العفو عن جرائم ارتكبها انفصاليون، وكذلك نقل مدانين باغتيال ارينياك الى كورسيكا لقضاء ما تبقى من عقوباتهم «لأنهم مدانون بموجب أحكام أصدرها قضاء الجمهورية».