رفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس، مفهوم «الأمة الكورسيكية» وأي فكرة «انفصال» عن فرنسا، بعد وصول قادة قوميين الى السلطة في الجزيرة على أثر الانتخابات المناطقية في منتصف الشهر الجاري. وقال فالس في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان»، إن «البعض يتحدّث عن أمة كورسيكية، لكني لا أعلم كثيراً ما يعني ذلك. فلا يوجد سوى أمة واحدة هي الأمة الفرنسية. ومن غير الوارد العودة الى هذا الموضوع». وشدّد رئيس الحكومة الاشتراكية، على أن «انتماء كورسيكا الى الجمهورية الفرنسية غير قابل للتفاوض على الإطلاق»، معتبراً أن «الانفصال غير ممكن» للجزيرة المتوسطية التي ضمّت الى فرنسا في العام 1768. واستبعد فالس أيضاً، منح كورسيكا وضع اللغة الرسمية الى جانب اللغة الفرنسية في الجزيرة حيث مهد نابوليون، كما رفض العفو عن معتقلين يصفهم القوميون بأنهم «سجناء سياسيون». وأكد أن «الجمهورية تعترف باللغة الكورسيكية حتى أنها تدرس في المدرسة الحكومية، لكن لا يوجد سوى لغة رسمية واحدة وهي الفرنسية». وأضاف: «في فرنسا لا يوجد أي سجين سياسي، ولا يمكن أن يكون هناك أي عفو، ولن يكون هناك عفو عن سجناء، مذكراً باغتيال ممثل الدولة في كورسيكا حاكم المنطقة كلود أرينياك. وردّ القيادي القومي والرئيس الجديد للسلطة التنفيذية في منطقة كورسيكا، جيل سيميوني، بحدة على تصريحات رئيس الوزراء، واتهمه برفض الحوار. وقال عبر إذاعة «أوروبا - 1»: «هذه إهانة نوعاً ما» لإرادة الناخبين. وبعدما دان مجدداً أعمال العنف التي هزّت أجاكسيو خلال ثلاثة أيام في نهاية الأسبوع الماضي، أكد مانويل فالس «أن الدولة لن تتراجع مطلقاً في كورسيكا». واندلعت تظاهرات تخللتها أعمال عنف عنصرية مع تخريب قاعة صلاة للمسلمين، على أثر الاعتداء ليلة الميلاد على عناصر من جهاز الإطفاء كانوا يخمدون حريقاً في حي شعبي نصف سكانه من المهاجرين. في برلين، أعرب المفوض الأوروبي للاقتصاد الرقمي، غونتر أوتينغر، عن مخاوفه من «تفتّت» الاتحاد الأوروبي بسبب الضغوط التي تمارسها الحركات الشعبوية. وقال أوتينغر في مقابلة نشرتها أمس، صحيفة «بيلت» الألمانية اليومية: «تعلم الاتحاد الأوروبي تجاوز الأزمات، لكن عدد البلدان التي تدير شؤونها حكومات غير مستقرة أو شعبوية يزداد. وهذا يقلقني، وأتوجس للمرة الأولى من خطر محدق يمكن أن يؤدي الى تفتّت الاتحاد الأوروبي». وأقرّ أوتينغر، العضو في الحزب المحافظ الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا مركل، بأن توسيع الاتحاد الأوروبي الى بلدان أوروبا الشرقية بعد سقوط الجدار الحديدي، كان «سريعاً جداً» ولا يمنح أوروبا «قدرة على التحرك»، فيما يختلف الأوروبيون حول الموقف الذي يتعين اتخاذه لمعالجة مسألة المهاجرين الذين يتدفقون الى أوروبا. لكنه اعتبر أن هذا التوسيع مبرر من الناحية السياسية. وقال المفوض الأوروبي إن تركيا «لن تنضمّ خلال هذا العقد وربما أيضاً خلال العقد المقبل»، الى الاتحاد الأوروبي. وترشّحت أنقرة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي منذ 2005، لكن المفاوضات تراوح مكانها بسبب معارضة عدد كبير من الدول.