تشهد جزيرة كورسيكا الفرنسية اليوم (الأحد) انتخابات محلية يأمل القوميون، في ان تؤكد الاختراق الذي تمكنوا من تحقيقه ليكونوا في موقع قوة من اجل المطالبة بمزيد من الاستقلالية عن باريس. وكان التحالف بين الاستقلاليين ومؤيدي الحكم الذاتي الحاكم منذ العام 2015 في الجزيرة التي ولد فيها نابوليون بونابرت، حصل على 45.36 في المئة من الأصوات في الدورة الاولى التي جرت الاحد الماضي، متقدما بذلك على اللوائح الاخرى بما فيها لائحة الرئيس ايمانويل ماكرون. ويسعى هؤلاء القوميون المجتمعون في لائحة «من اجل كورسيكا» للحصول على الغالبية المطلقة في الاقتراع. واستقلال كورسيكا ليس امرا مطروحا، لكن القوميين يأملون في الدفع باتجاه تحقيق مطالبهم الرئيسة الثلاثة وهي العفو عن «السجناء السياسيين»، واعتبار اللغة الكورسيكية لغة رسمية ايضاً وقضية تصاريح الاقامة لمنع المضاربات العقارية في هذه الجزيرة. وقال تحالف «من اجل كورسيكا» في برنامجه ان الامر يتعلق ب«نقل سلطة حقيقية تشريعية وضريبية تعترف به الدولة والاتحاد الاوروبي على حد سواء». وترتدي هذه القضايا حساسية كبرى في كورسيكا التي شهدت لعقود اعمال عنف تمثلت باكثر من 4500 هجوم تبناه ناشطو جبهة التحرير الوطنية لكورسيكا. وقد عاد الهدوء الى الجزيرة في 2014 مع قرارهم وقف القتال. وقال زعيم الاستقلاليين جان غي تالاموني «يجب ان نمتلك القوة الكافية لفرض هذه القضايا». ويلقب البعض تالاموني ب«بيغديمونت الكورسيكي»، في اشارة الى رئيس كاتالونيا المقال كارليس بيغديمونت. واكد حليفه المؤيد للحكم الذاتي جيل سيميوني في تجمع انتخابي في اجاكسيو الاربعاء الماضي: «نحتاج الى الجميع لأن هناك بلداً يجب ان نبنيه». ويسعى القوميون الى الحصول على حكم ذاتي حقيقي في الأعوام الثلاثة المقبلة وتطبيقه فعليا على مدى عشرة أعوام. وهم ينتظرون رد الدولة الفرنسية. وغداة الدورة الاولى للاقتراع، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسي بنجامين غريفو ان «الحكومة ستعمل مع السلطة التنفيذية التي يختارها الناخبون» في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 330 الف نسمة. وغالبية الرأي العام في الجزيرة التي تعتمد الى حد كبير على السياحة ومساعدات الدولة، لا تؤيد الاستقلال، وحتى الاكثر تفاؤلاً من الاستقلاليين لا يحلم باجراء استفتاء في هذا الشأن قبل 15 عاماً.