نثر نخبة شبابية من الذكور والإناث، في جلسة تناولت تجاربهم التطوّعية في نشر ثقافة الحوار، كان معظمهم من طلاب جامعة الملك سعود، ومن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إذ تنوّعت هذه التجارب التي تم طرحها ضمن ملتقى الحوار الوطني للشباب الذي أقيم في الرياض أول من أمس، بين ما هو حضاري واجتماعي ومعرفي وثقافي، بجانب ما غطّى هذه الجوانب بأكملها.الجلسة الختامية من الملتقى، والتي كان الشباب فيها سيّد الموقف، أدارها الزميل في صحيفة «الحياة» أحمد المسيند، إذ انطلق بقوله: «لو يعلم الماديون ما في التطوّع من سعادة ورضا لقارعوا عليها بالسيوف، أما المتطوعون فلسان حالهم لو كان أهل الجنة بمثل ما نحن فيه من طاعة ورضا وحلاوة للحياة إنهم لفي عيش طيب، لذا لا نريد من المجتمع جزاء ولا شكوراً، اكتفوا بلذة السعادة الداخلية فاستغنوا عن الحظوظ الدنيوية». بعد ذلك تحدثت هيفاء الرشيد من نادي «يلا بنات» عن تأسيس النادي، وعن أبرز الجهود التي قاموا بها على المستوى الطبي والاجتماعي والمعرفي، وتناولت بدايات التأسيس حين تم التواصل مع الإعلامي أحمد الشقيري، ليعمل بعد ذلك على دعمهم من دون التدخّل في عملهم، بجانب التركيز على أبرز المحطات التي شهدت مرورهم عليها.بدوره، تناول الطالب في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ومدير نادي «حياة للعمل التطوعي» بدر العمري، تجربته في التطوع، بجانب عرضه إلى قصة مثيرة حدثت أثناء أحد الأعمال التطوعية التي قام بها النادي.وقال: «في إحدى رحلاتهم التطوعية في المدينةالمنورة، عانينا من إقناع أحد المرضى الأجانب بالعلاج، إذ كان هذا المريض يصرّ على الموت في الحرم المدني ولا يريد أن يعالج نفسه، ولكن مع الإصرار رضخ لرأي الشباب وتمّت معالجته». بعد ذلك، تحدثت مسؤولة اللجنة العلمية في مجموعة «ساكورا المملكة» سامية الأحمد، عن تجربة ساكورا المملكة المهتمة بالتواصل الحضاري مع الثقافة اليابانية، وخصّصت حديثها في العمل التطوعي وأثره في تدعيم ثقافة الحوار والتسامح بين الشعوب، وقدمت عرضاً مرئياً لحضورهم الإعلامي في القنوات المحلية والعربية. أما الطالب في كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود رائد بن سعيد، فتحدث عن مجموعة وكيف بدأت قبل عام ونصف العام بلقاء شبابي متواضع، إلى أن حقّقت حضوراً جيّداً في المجتمع، واستطاعت أن تستضيف عدداً من الاختصاصيين المعروفين في عدد من المجالات، مثل عبدالرحمن الجريسي على المستوى الاقتصادي، والدكتور حافظ المدلج على المستوى الرياضي، وفهد السعوي على المستوى الإعلامي وغيرهم، مضيفاً: «فكرة عملنا انطلقت من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «بورك لأمتي في بكورها»، مشيراً إلى أن هناك فتيات في دولة الإمارات استقوا فكرتهم وأصبحوا يحاكونها. وطالبت إحدى المداخلات أن يكون لمجوعة «6.30 الصباحية» شق نسائي، فرحّب رائد بتلك الفكرة، وطالب مركز الحوار الوطني أن يتبنى تلك المبادرة وأن يحتضنها. ثم تناولت رئيسة مجموعة «اقرأني التطوّعية النسائية» عالية نوح، تجربة أعضاء المجموعة في تعزيز ثقافة القراءة وطموحهم بأن يصبح المجتمع السعودي مجتمعاً مثقفاً وواعياً ومحباً للقراءة، كاشفة بأنها تحلم بأن تكون المنطقة الشرقية في عام 2020 كعاصمة للكتاب. وقالت: «يهدف النادي إلى إثراء الجانب الثقافي الحرّ لدى الشباب والمجتمع ككل، ونشر ثقافة القراءة، وتعويد النفس على الالتزام بوقت معيّن للقراءة فيه، إضافة إلى التعريف بفنون القراءة ومهاراتها ونشر ثقافة نوادي الكتاب في أوساط الشباب بشكل عام، وإقامة جلسات حوارية هادفة يحضر فيها النقاش الراقي وتشجيع التواصل مع الآخرين والعمل على زيادة إدراك ووعي الأفراد بأهمية القراءة».