انطلقت كوكبة من النجوم من الملاعب السعودية ومن كتيبة «الصقور الخضر» لتحلق في سماء الكرة العالمية هناك في «الليغا» التي ركض في ميادينها نجوم عانقوا التاريخ، بينهم الأرجنتيني مارادونا، ومواطنه ميسي، والبرتغالي كريستيانو، والظاهرة البرازيلي رونالدو والساحر رونالدينيو، والأنيق زيدان، وغيرهم الكثير. أسماء سعودية ستحط رحالها في الملاعب التاريخية أو ما تعرف ب «الليغا» الإسبانية، كثمرة عن غرس رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ الذي أبرم اتفاقا مع رابطة الليغا من أجل استثمار اللاعبين السعوديين في الدوري الاسباني، وانشاء اكاديميات لتطوير النشء السعودي لرسم مستقبل زاهر. ومن الأهداف العاجلة من أجل تجهيز كتيبة المنتخب السعودي في كأس العالم 2018 في روسيا وتطعيمهم بلاعبين احتكوا بأمهر نجوم العالم، وتقدم اللاعبين المحترفين سالم الدوسري من نادي الهلال والذي انضم لنادي فياريال ويحيى الشهري من نادي النصر والذي انضم لنادي ليغانيس وفهد المولد من نادي الاتحاد لينضم لنادي ليفانتي، وهؤلاء الثلاثة يشاركون أندية تلعب في دوري الدرجة الأولى، أما البقية فيلعبون لأندية في دوري الدرجة الثانية وهم نوح الموسى من نادي الفتح الذي انضم إلى نادي بلد الوليد وعلي النمر من نادي الشباب إلى نادي نومانسيا وجابر مصطفى من نادي الشباب لينضم إلى نادي فياريال B، ومروان عثمان من نادي الشباب لينضم إلى نادي ليغانس B، وعبدالمجيد الصليهم من نادي الشباب لينضم إلى نادي رايوفاليكانو، وعبدالله الحمدان من نادي الشباب لينضم إلى نادي سبورتينغ خيخون. وحرصت «الحياة» على رصد الآراء الفنية من المتخصصين في الرياضة السعودية وأخذ انطباعهم حول هذه التجربة التي لفتت الأنظار بهذه الكيفية، وذلك خلال هذا الاستطلاع. باخشوين: سيتعرفون على لاعبينا أبدى المدرب السعودي عمر باخشوين تفاؤله باحتراف اللاعبين السعوديين في الدوري الاسباني، مبيناً أن مثل هذه التجربية ستجعل الأندية الأوروبية تلتفت إلى الدوري السعودي وتنتدب أفضل لاعبيه في المستقبل. وأضاف باخشوين في حديثه ل«الحياة»: «سأضع نفسي مكان أي لاعب من اللاعبين الذين احترفوا في الدوري الإسباني، وهل سأحترف خارج البلاد ومع لاعبين محترفين عالميين؟ فبكل صراحة سأقبل وأُقبل على هذه الخطوة حتى ولو ليوم واحد فقط، فمن سيفوت مثل هذه الفرصة في مسيرته الكروية؟ فهي فرصة لإبراز قدرات هؤلاء اللاعبين في الدوري الإسباني، وكذلك فرصة لإبراز إمكانات اللاعب السعودي بغض النظر عن اللعب من عدمه، ولكن التدريبات المكثفة بحد ذاتها لها فائدة كبيرة للاعب في المستقبل». وأضاف: «على العموم الآن الكرة في ملعب اللاعبين المحترفين أنفسهم، لنقل الصورة عن اللاعب السعودي المهاري والفني الذي ينافس اللاعب العالمي في المهارات». ويكمل باخشوين حديثه بقوله: «الآن وصلنا للاحتكاك، وهي خطوة جبارة للغاية، وتحتاج إلى جهد وتركيز اللاعبين للتأقلم، وبذل كل ما لديهم من خلال هذا الاحتكاك، وسيكون طريقاً لفتح العيون الأوروبية على بقية اللاعبين السعوديين واكتشافهم». الخراشي: تمنيتها مطلع الموسم بدأ المدرب الوطني والمحاضر الآسيوي والسعودي الكابتن محمد الخراشي تعليقه على احتراف اللاعبين في إسبانيا بقوله: «في الحقيقة خطوة ممتازة جداً، وكنت أتمنى أن تكون أطول فترة من هذه الفترة، ولكن الحمد لله أنها أصبحت واقعاً أمامنا». وأضاف: «الكرة الآن في ملعب اللاعبين أنفسهم، وهم من يعرف كيف يستفيد، وكيف يطور من إمكاناته وقدراته الفنية والفردية، وكذلك معايشته لحياة اللاعب المحترف الحقيقية، التي تعطيه الكثير من الأشياء، وبالتالي تنظم كل حياته في مأكله وملبسه ونومه وأموره الصحية، ويجب أن يعي كل هذا، فهو الآن سيقترب مع نجوم لهم مكانتهم وقيمتهم، وفي دوري قوي يلتزم بكل معايير الاحتراف، ويترقب أن يقوم المسؤول أو المدرب بالاستغناء عن أي لاعب بدون أن ينظر للجماهير، وإنما فقط ينظر للاعب المميز والمتمكن». ويكمل الخراشي قائلاً: «فرصة العمر، وإن شاء الله يكون لاعبونا خير سفراء في جميع الأمور، وبالتالي ستتاح الفرصة لغيرهم من اللاعبين ولدينا الكثير، ولهذا أتوقع في المرحلة المقبلة، إن شاء الله، أنه سيأتي الدور على لاعبي المراحل السنية الأقل لكي يكون موسم كامل للاعب ويأتي بعدها في نضوج كامل من الناحية الاحترافية». الحمدان: نرفع القبعة لآل الشيخ جاء حديث الحكم الدولي السابق ناصر الحمدان في ما يتعلق باحتراف اللاعبين السعوديين في إسبانيا أنها خطوة مميزة، وقال: «لو أردنا التحدث عن الخطوة وكمبدأ فهي خطوة جداً ممتازة ومبدأ ممتاز ونحن نريد أن نرى أبعاد هذه الخطوة الجبارة التي تحسب لرئيس الهيئة تركي آل الشيخ بدون جدال، والذي أحدث حراكاً رياضياً سعودياً غير طبيعي بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص، نحن ابتعثنا ركائز المنتخب الذي سيشارك في كأس العالم، فهل نحن في هذه الخطوة نضمن أن اللاعبين سيشاركون أنديتهم الجديدة بصفة أساسية؟ إذا ضمنا هذه النقطة حينها سنحكم بنجاح التجربة وستلقي بالفائدة على اللاعبين». وأضاف: «للأسف الشديد، فروق الاحتراف كبيرة بيننا وبين أوروبا، فاللاعب يجب أن يخضع لأربع فترات تدريبية في اليوم على الأقل من الصباح وقبل الظهر وبعد الظهر وبالمساء وفيها تهيئة جسدية وتدريبات حديد وبرنامج لياقي وتطبيق تكتيكي وخططي، ويجب أن يتعامل اللاعب المبتعث على هذا الأساس ونحن للأسف لم نطبق ولا واحد في المئة من احتراف اللاعب، ونتمنى على العموم أن يأخذ الجميع بيد رئيس الهيئة تركي آل الشيخ ويطبقون الاحتراف بحذافيره». الجعيثن: حدث تاريخي تحدث المدرب المحلي بندر الجعيثن عن تحرك اللاعبين السعوديين إلى الدوري الإسباني لكرة القدم، قائلاً: «أعتقد أن هذا الحدث يعد تاريخياً في كرة القدم السعودية، والاتفاق مع رابطة «الليغا» قرار صائب، وبصراحة كنا نتوقع في السابق أن المسألة مرهونة ومرتبطة بوكيل أعمال اللاعب ليسوق له، ولكن في الفترة الأخيرة اختلف الوضع وأصبح هناك اهتمام كامل من الهيئة واهتمام مجموعة كبيرة من المكتشفين في إسبانيا، وهم من قام بالاختيار بعيداً عن العاطفة أو محاباة نادٍ على حساب آخر». وزاد: «الفرصة الآن أتت للاعبين وكلهم صغار في السن وبرزوا في الدوري، ونتمنى أن يكون دافعاً لبقية اللاعبين، صحيح ربما تكون في البداية فيها نوع من الصعوبة لدى اللاعبين في كيفية التأقلم مع هذا الوضع الجديد وكيفية التأقلم مع عادات وتقاليد جديدة وتدريبات مختلفة وفي أوقات ليست نفسها التي تعودنا عليها نحن، وما أتمناه أن يكون اللاعب هو نفسه من يقرر حجم المسؤولية التي ألقيت عليه ويقرر حجم جاهزيته في الوصول لكأس العالم وكيفية رفع مستواه والاحتكاك مع دوري قوي بحجم الدوري الإسباني». الغدير: اللاعب المستفيد شدد المدرب المحلي يوسف الغدير على أن احتراف اللاعبين السعوديين في إسبانيا سيعود بالنفع على اللاعب السعودي أولاً، وقال: «كل هذه التحركات التي نراها اليوم هي في الأساس توجه لأجل الاستعداد لكأس العالم، وإعداد منتخبنا خير إعداد، سواء ابتعاث اللاعبين أم المعسكرات أم المباريات القوية التي سيخوضها منتخبنا، وبالتالي فذهاب اللاعب للدوري الإسباني هي خطوة جيدة للغاية ومردودها سيكون جيداً جداً للاعب في كأس العالم، لأنه سيخضع لتدريبات أكثر، ومحاضرات أكثر وحياة احترافية أكثر». ويستطرد الغدير: «عدد الحصص التدريبية سيزداد على المستوى الفكري والمهاري، وبالتالي اتخاذ هذه الخطوة سواء في الدوري الإسباني أم أي دوري أوروبي هي خطوة رائعة وهناك توجه لعمل أكاديميات مع الإنكليز ومذكرة التفاهم مع مانشستر يونايتد، وربما كان العرض الأنسب في هذا التعاون مع الدوري الإسباني، وعلى العموم هو اختيار موفق للغاية، وبكل صراحة إن ما نراه من خطوات يقوم بها رئيس الهيئة تركي آل الشيخ هي في الواقع خطوات كبيرة وإيجابية لمصلحة رياضاتنا وكرتنا، ونتمنى لهم التوفيق وعلينا أن نقف إلى جانب القائمين على هذا الحراك».