أكد فريق التصميم الهولندي ل «الحافلة الخارقة» الذي قدّم النموذج التجريبي منها للهيئات المعنية في دبي أخيراً، أن الحافلة ستخضع لمزيد من الاختبارات تحت إشراف هيئة المواصلات الهولندية، آملاً في ترخيص هذا النموذج في نهاية العام الحالي، ما يتيح للحافلة السير على الطرق العامة للمرة الأولى. وأشار محمد بن سليم، نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، إلى أنه يثق بأن هذه الحافلة قد ترسم مستقبل المواصلات العامة المستدامة، كونها نظاماً صديقاً للبيئة يساهم في حلّ مشكلة الازدحام وخفض معدلات الحوادث على الطرق. واختبر بن سليم الحافلة على حلبة دبي بدعوة من رئيسة فريق التصميم الإيطالية أنتونيا تيرزي، التي سبق أن شغلت منصب رئيسة قسم الديناميكية الهوائية في فريق بي إم دبليو – وليامز للفورمولا واحد. وأعلن بن سليم أن المشروع أثار اهتمامه، «فهذه مركبة كهربائية تستخدم بطاريات قابلة للشحن ويمكنها السير على الطاقة الشمسية، وهي خفيفة جداً وتصميمها مقاوم للهواء». واعتبرت تيرزي «أن الحافلة الخارقة خيار عملي جداً ومميز. ستساهم في التغلّب على التحديات المتعلقة بالنقل، التخطيط المكاني (التصميم الداخلي)، الخدمة المميزة والطلب على الوسائل البيئية في تصميم واحد». وزادت: «ستحظى الحافلة الخارقة بنظام روتيني ذكي فضلاً عن استخدام نظام الجداول المحددة. سيتمكن الركاب من الحجز عبر الإنترنت أو عبر هواتفهم المحمولة، ومن ثم نقلهم بالحافلة من المكان الذي يرغبون وإليه». والحافلة الخارقة هي عبارة عن مركبة كهربائية تمزج بين الباص الصغير والسيارات الفاخرة، وتتسع ل23 راكباً وتسير بسرعة 250 كلم/ساعة على «مسرب خاص». ويمكنها أن تجتاز المسافة بين أبو ظبي ودبي مثلاً في 30 دقيقة. وهي وليدة أفكار فريق تصميم من جامعة «تي يو» ديلفت للتكنولوجيا في هولندا، ويبلغ طولها 15 متراً ولها ثمانية أبواب على كل جانب. ويمكنها الخروج عن المسرب لتنزيل الركاب في مناطق معينة. وتقارب أبعاد «الحافلة الخارقة»، التي تعمل ببطارية خاصة وتصل قدرتها إلى 530 حصاناً، أبعاد الحافلات من حيث الطول والعرض، إلا أنها تشبه السيارات المدمجة من حيث الارتفاع. وتتمتع الحافلة، التي تستخدم التوجيه الخلفي للعجلات، بإمكانات مناورة عالية، وقدرة كبح كبيرة ومزايا أمان متطورة ومصممة اعتماداً على استخدام الرادار الحديث ونظام تحديد الأعطال الإلكتروني. ويحظى مشروع «الحافلة الخارقة» بدعم من الحكومة الهولندية إضافة إلى 10 رعاة و56 مورداً. وأشارت إحدى الدراسات التجارية التي أجرتها الحكومة الهولندية إلى أن مفهوم «الحافلة الخارقة» ذات السرعة العالية يمكن أن يكون أفضل الخيارات في الوصل بين العاصمة أمستردام ومدينة غرونينغين في شمال البلاد، وذلك من حيث تكاليف البنية التحتية الخاصة، ومدى التأثير البيئي الخاص بها وبعدد الركاب الذين تقلهم. واختبرت الحافلة الخارقة للمرة الأولى في هولندا خلال أيلول (سبتمبر) الماضي. وعلى رغم عدم وجود أي دراسة جدوى حتى الآن للوصل بين أبو ظبي ودبي، إلا أن خط أمستردام غرونينغين تمت دراسته من قبل الحكومة الهولندية، وتقوّم حالياً جدوى خطوط أخرى في مناطق مختلفة حول العالم.