اتهم الرئيس الأفغاني أشرف غني باكستان باستضافة حركة «طالبان» على أراضيها، وحمّلها مسؤولية هجمات ضربت بلاده أخيراً، موقعة مئات القتلى والجرحى، مؤكداً أن مواطنيه «سينتقمون» منها ولو بعد قرن. وكانت «طالبان» تبنّت اعتداء على فندق انتركونتيننتال في كابول، وتفجير سيارة إسعاف وسط العاصمة، ما أوقع أكثر من 120 قتيلاً و235 جريحاً. كما أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن هجوم استهدف منظمة «سيف ذا تشيلدرن» في جلال آباد، ما أسفر عن 6 قتلى، وآخر ضد الأكاديمية العسكرية في كابول، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً. وأعلن غني «توقيف 11 شخصاً» وتسليم السلطات الباكستانية لائحة بأسماء أفراد تعتقد كابول بأنهم دبروا هجومَي «طالبان»، وكذلك الشبكات التي تدعمهم. وأضاف: «الهجوم لم يستهدف رجالنا ونساءنا وأطفالنا، بل الأمّة الأفغانية، ويتطلّب رداً وطنياً شاملاً». وأشار إلى أن مسؤولي الأمن سيقدّمون خطة جديدة لكابول اليوم، مضيفاً: «مركز طالبان في باكستان، وننتظر منها تدابير واضحة، لا التزامات على الورق. أفغانستان تريد الآن إجراءات عملية. الأفغان لن ينسوا، بل سينتقمون، ولو استغرق ذلك مئة عام». في المقابل، اعتبر ناطق باسم الخارجية الباكستانية أن بلاده وأفغانستان ضحيتان للإرهاب، وزاد: «تؤكد باكستان تضامنها مع شعب أفغانستان وحكومتها، في التصدي لتهديد الإرهاب. نشعر بألم أشقائنا وشقيقاتنا في أفغانستان». وأعلنت السفارة الباكستانية في كابول أن مسؤولين في إسلام آباد يدرسون أدلة قدّمها وزير الداخلية الأفغاني ويس أحمد برمك ورئيس أجهزة الاستخبارات الأفغانية معصوم ستانكزاي، تُظهر أن الاعتداءات الأخيرة أُعدت في باكستان. وذكرت أجهزة الاستخبارات الأفغانية أنها عثرت هذا الأسبوع على مخبأ ل «داعش» في ضاحية فقيرة غرب كابول، يحوي متفجرات وأسلحة وسترات انتحارية. إلى ذلك، أعلن جون ساليفان، نائب وزير الخارجية الأميركي، أن بلاده تشترط وقف «طالبان» هجماتها، قبل مشاركتها في أي عملية سياسية تفاوضية تقودها الحكومة الأفغانية. وقال بعد عودته من كابول إن واشنطن لا تسعى إلى «وجود عسكري دائم» في أفغانستان، وتابع: «سنتخذ خطوات مناسبة لسحب وجودنا العسكري، وهذا مرهون بمزيد من المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، والتي ستبدأ عندما تكون الظروف مناسبة». وأضاف أن شروط واشنطن لبدء المحادثات هي الأمن، لا شنّ هجمات إرهابية، وحاول التمييز بين «داعش» وتنظيم «القاعدة» من جهة، و «طالبان» من جهة أخرى. وكرّر أن واشنطن تنتظر من إسلام آباد «دعماً ضد الإرهاب وعدم منح أي ملاذ له في باكستان، في شكل يقوّض الأمن في أفغانستان أو في أي مكان آخر في المنطقة». وزاد: «تتوقّع الولاياتالمتحدة أن تطرد الحكومة الباكستانية هؤلاء الإرهابيين وتتخذ إجراءات ضدهم داخل حدودها». في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أفغان أن الصين تجري محادثات مع كابول لتشييد قاعدة عسكرية في منطقة ممرّ واخان الجبلية النائية، حيث أفاد شهود بتسيير دوريات مشتركة بين جنود صينيين وأفغانيين. والمنطقة محاذية لإقليم شينغيانغ المضطرب أقصى غرب الصين، ومعزول عن سائر أراضي أفغانستان لدرجة أن كثيرين من سكانها لا يعلمون أن حرباً تدور هناك.وتخشى بكين عبور جماعات من متمردي الأويغور، من منطقة واخان إلى شينغيانغ لشنّ هجمات. كما تخشى عبور مسلحين من «داعش»، فرّوا من العراق وسورية، منطقة آسيا الوسطى وشينغيانغ للوصول إلى أفغانستان، أو عبورهم من واخان إلى الصين. وذكر ناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية أن بلاده ستشيّد القاعدة، مستدركاً أن الحكومة الصينية التزمت تقديم دعم مادي، وتجهيز الجنود الأفغان وتدريبهم. لكن مسؤولاً في السفارة الصينية في كابول أعلن أن بلاده تساهم في «بناء القدرات» في أفغانستان.