نيويورك - رويترز - حذّرت الأممالمتحدة من «أزمة ثقة» محتملة بالدولار وربما «انهياره» إذا واصلت قيمته الهبوط أمام العملات الأخرى. وأشارت الإدارة الاقتصادية للأمم المتحدة في مراجعة نصف سنوية للاقتصاد العالمي أول من أمس، إلى أن «مثل هذا التطور النابع من انخفاض قيمة الحيازات الأجنبية بالدولار إذا حدث، قد يعرض النظام المالي العالمي للخطر». وأوضح التقرير - وهو تحديث لتقرير للأمم المتحدة بعنوان «وضع الاقتصاد العالمي وتوقعاته 2011» الذي صدر للمرة الأولى في كانون الأول (ديسمبر) - أن «سعر صرف الدولار أمام سلة من عملات رئيسة بلغ أدنى مستوياته منذ سبعينات القرن الماضي»، مشيراً إلى أن «هذا الاتجاه حركته جزئياً في الآونة الأخيرة، الاختلافات في أسعار الفائدة بين الولاياتالمتحدة واقتصادات رئيسة أخرى وتنامي المخاوف في شأن مدى إمكان استمرار الدين العام الأميركي، ونصفه مستحق لأجانب». وجاء في التقرير: «بناء على ذلك، فإن مزيداً من الخسائر (المتوقعة) في القيمة الدفترية لحيازات الاحتياطات الأجنبية الضخمة قد تطلق أزمة ثقة في عملة الاحتياط، ما يشكل خطراً على النظام المالي العالمي بأكمله». وأشار التقرير الذي يتكون من 17 صفحة، إلى نقطة أخرى في شأن «الخطر الذي يلوح في الأفق بانهيار الدولار». وقال كبير الخبراء الاقتصاديين للأمم المتحدة روب فوس الذي شارك في وضع التقرير: «إذا حدث أن بدأت الاقتصادات الناشئة على نطاق واسع، بيع الدولار فسينشأ خطر انهياره». وأضاف في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «لا نقول إن الانهيار وشيك، لكن العوامل تتراكم على نحو متزايد إلى درجة أننا قد نصل سريعاً إلى تلك المرحلة إذا لم تتحسن بسرعة الأمور الأخرى على الجبهات الأخرى، مثل خطر عجز الولاياتالمتحدة عن أداء أعباء خدمة ديونها». وكان خبراء في الأممالمتحدة تساءلوا عن ضرورة أن يبقى الدولار عملة الاحتياط الوحيدة في العالم، فيما عبّر آخرون أيضاً عن «قلقهم في شأن أوضاع المالية العامة للولايات المتحدة». وهددت مؤسسة «ستاندرد أند بورز» في 18 نيسان (أبريل) بخفض تصنيفها الائتماني الممتاز للولايات المتحدة (AAA) إذا لم يتوصل الكونغرس وحكومة الرئيس باراك أوباما إلى وسيلة لخفض العجز المتفاقم للموازنة الاتحادية خلال سنتين. وإذا حدث مثل هذا الخفض، فإنه سيضعف وضع الولاياتالمتحدة بصفهتا أقوى اقتصاد في العالم، والدولار بصفته العملة العالمية المهيمنة. وقال وزير الخزانة تيموثي غايتنر أمس: «الحكومة الأميركية لن تتخلف أبداً عن الوفاء بالتزاماتها».