النجومية والمجد والشهرة طريق طويل يبدأ بالأمل والعزيمة، لكنه بصفاقة وتهور قد ينتهي بسقطة... هذا للأسف حال من يسرقهم بريق الأضواء فيبحرون بلا مجداف تتقاذفهم الأمواج ثُم تلقي بهم في غياهب المجهول... وعلى شواطئ النسيان... متناسين أنه كلما زاد البريق واللمعان كلما زادت المسؤولية وعظمت المراقبة الذاتية لكل فعل وردته ولكل قول ومعناه... وصار لزاماً على من صار نجماً أن يكون في مستوى الحدث الذي تلبسه... فقوله وسلوكه وعطاؤه على الوتيرة نفسها من السمو والنجومية في كل مكان يتواجد فيه. النجوم هم محط الأنظار وقبلة المعجبين وتحت مجهر النقد والثناء والتصيد وكل ما شئت من المفردات، فإن جمعوا مع النجومية الخلق والدين فهم قدوة تحتذى وأمثلة يُقتدى بها ويُسار على نهجها، ومن هنا يتعلق بهم الصغار ويختصر بهم الآباء في التربية والسلوك الشيء الكثير الذي قد يفنوا ولم يحققوه لو أرادوا تطبيقه قولاً. يكفي أن يُضرب بهم المثل فيقتنع من يراد إقناعه في غمضة عين وبسلاسة متناهية، ولكن النجوم تغور وتنطفئ فجأة وفي لحظة ضعف غريبة، وبإرادة مسلوبة تُجر إلى حتفها كالنعجة تقاد إلى مذبحها وهي تثغو جذلى تخاله المرعى. لكم أن تتخيلوا صور الأمجاد والبطولات والزهو والفخر وهي تسقط صورة صورة في الوحل في مشهد دراماتيكي حزين (وانتبهنا بعدما زال الرحيق... وأفقنا ليت أنا لا نفيق). أجل يستفاق على واقع مر أليم يسلب كل الكنوز التي جمعت بحبات العرق ودم التضحية، ولا يعدو بعدها النجم أن يكون صرحاً من خيال فهوى تحت وقع الحقيقة، فلا يجدي الاعتذار والأسف ولا حتى جلد الذات. ويبدو أنه لم يعد لنا من خيار سوى ألا نعلق على نجم أملاً أو نتوسم منه خيراً إلا بعد أن يختم حياته الرياضية بصفحات بيضاء ناصعة لم تدنسها نزوة عابرة أو تصرف أحمق... عندها فقط يمكن أن نستشهد به في ميادين القدوة الحسنة والنجومية أما قبل ذلك فلا وألف لا. من أروع ما قرأت في نصيحة أب لابنه: «قد لا يتطلب الأمر أكثر من شخص واحد لقلب حياتك رأساً على عقب».