أقر البنك الدولي مشروعاً جديداً بقيمة 210 ملايين دولار يهدف إلى تحسين نوعية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في العاصمة العراقية بغداد، التي تعاني نقصاً في المياه وتفشي الأمراض المعدية. وأشار البنك في بيان أمس، إلى أن «حوالى خمسة ملايين شخص من سكان العاصمة سيستفيدون من هذا المشروع الذي ينفذ بالاشتراك مع البلدية ودائرتي الماء والمجاري». وقال المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جها إن «بغداد ستحتاج إلى استثمارات ضخمة في شبكات مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي على مدى السنوات العشرين المقبلة». وسيمول المشروع بناء خزان خدمة بسعة إجمالية تبلغ 135 ألف متر مكعب، ما يساعد المدينة على إدارة إمدادات المياه في شكل أفضل في حال الجفاف الناجم عن تغير المناخ. وسيؤهل المشروع أيضاً محطات ضخ مياه الصرف الصحي، ما يخفف من كمية المياه غير المعالجة التي تُصَرّف في نهر دجلة. كما سيساهم في الحد من الخسائر المادية عن طريق استبدال نحو 130 كيلومتراً من أنابيب شبكة توزيع مياه الشرب وإنشاء عدادات قياس تدفق المياه في كل مناطق بغداد. ويعاني سكان العاصمة العراقية من انقطاع مياه الشرب يومياً، لا سيما خلال أشهر الصيف الحارة، ما يؤدي إلى تفشي الأمراض المنقولة من طريق المياه، إذ يؤدي التسرب من أنابيب الصرف الصحي إلى تلويث شبكات مياه الشرب وخزانات المياه الجوفية، ما يزيد من حدة المشكلات الصحية والبيئية. وأكدت أمينة بغداد ذكرى علوش «الالتزام بتحسين الخدمات العامة لسكان العاصمة وتأمين مياه الشرب النظيفة للمواطنين بانتظام». وأضافت: «نحن واثقون من أن تحسين فرص الحصول على هذه الخدمات يمكن أن يعزز ثقة المواطنين في الدولة بشكل كبير، ويساهم في بناء التماسك الاجتماعي، في وقت نحن في أشد الحاجة إليه». وقال كبير خبراء الموارد المائية ورئيس فريق المشروع في البنك الدولي عبدالحميد آزاد، إن «المدن الكبرى مثل بغداد، تواجه تزايداً في عدد السكان، ولكنها تعاني نقصاً في البنية التحتية للمياه وفي القدرة اللازمة لتوفير الخدمات». وازداد عدد سكان بغداد بنسبة 45 في المئة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كما أن البنى التحتية غير كافية ومتضررة جراء الحروب والعقوبات التي تعرضت لها البلاد.