حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا من أن عمليتها ضد الفصائل الكردية في شمال سورية ينبغي ألا تصبح ذريعة لغزو البلاد، وقال إنه يريد من أنقرة أن تنسق تحركاتها مع حلفائها. وبدأت تركيا الأسبوع الماضي هجوماً جوياً وبرياً في شمال غربي سورية مستهدفة مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين. وفتح هذا جبهة قتال جديدة في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات وأضر بالعلاقات مع حلفاء أنقرة في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» نشرت اليوم (الأربعاء): «إذا اتضح أن هذه العملية تتخذ منحى غير محاربة خطر الإرهاب المحتمل على الحدود التركية وتتحول إلى عملية غزو فسيمثل هذا مشكلة حقيقية بالنسبة لنا». وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية تنظيماً إرهابياً وامتدادا لحزب «العمال الكردستاني» المحظور الذي شن حملة تمرد على مدى ثلاثة عقود في جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه غالبية كردية. واشتركت الولاياتالمتحدة وفرنسا في تسليح وتدريب مقاتلين تقودهم «الوحدات» في حربهم على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية. وقال ماكرون إنه سيثير المسألة مجدداً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأضاف أن طبيعة العملية تعني ضرورة إجراء مناقشات بين الأوروبيين، وعلى نطاق أوسع أيضاً بين الحلفاء. إلى ذللك، قالت وكالة «الأناضول» للأنباء الرسمية التركية اليوم إن صاروخين أطلقا من منطقة عفرين السورية سقطا على بلدة ريحانلي التركية الحدودية وأسفرا عن مقتل شخص. وذكرت الوكالة أن الصاروخين أصابا منزلين وقتلا شاباً (17 عاماً) وأصابا شخصاً آخر. وأضافت أنه يعتقد أن الهجمات الصاروخية ينفذها أعضاء من حزب «العمال الكردستاني» ومقاتلون من أكراد سورية. ومنذ بداية العملية التركية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية أصابت صواريخ عدة بلدتي كلس وريحانلي الحدوديتين. وبدأت تركيا العملية الجوية والبرية التي تحمل اسم «غصن الزيتون» قبل أكثر من أسبوع لتفتح جبهة جديدة في الحرب السورية المتعددة الأطراف. وتستهدف العملية المقاتلين الأكراد في شمال سورية.