اتفقت تعليقات الصحف العبرية الصادرة اليوم على أن الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس مساء أمس كان "لامعاً ورائعاً" ومقبولاً على غالبية الإسرائيليين، إلا أنه لن يساهم في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بل يقضي نهائياً على الفرص الضئيلة أصلاً لاستئنافها. ولفت كبار المعلقين إلى أن الترحاب الكبير الذي لقيه نتانياهو في الكونغرس لم يعرف مثله اي من رؤساء الحكومة السابقين وعزوا ذلك إلى اتقان نتانياهو اللغة الانكليزية واللكنة الأميركية علماً أنه قضى سنوات كثيرة من حياته في الولاياتالمتحدة، وهو المعروف بقدراته المميزة في فن الخطابة. وكتب يوسي فيرطر في "هآرتس" أن نتانياهو يعود إلى إسرائيل اليوم "منتصراً" في نظر غالبية الإسرائيليين و"ملكاً متوجاً لليمين الإسرائيلي". وأضاف أن هذا الانتصار تحقق له "لأنه لم يُهزَم في حرب الخطابات (مع الرئيس الأميركي باراك اوباما)". وأضاف أن الخطاب لن يؤدي إلى أي اختراق في الجمود السياسي مع الفلسطينيين "لأن نتانياهو لم يلق خطاب حياته" بل قدم برنامجه الانتخابي للانتخابات المقبلة في إسرائيل القائم على استعداد للذهاب إلى سلام وموافقة على قيام دولة فلسطينية "لكن بشروطه هو، شروط لوضع ترتيبات أمنية متشددة واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل يهودية، ومن دون حماس، وهذا برنامج بات موضع شبه إجماع لدى غالبية الإسرائيليين". ورأى المحلل السياسي في الصحيفة ألوف بن أن نتانياهو لم يلتزم شيئاً في خطابه "فضمن بذلك وقوف ائتلافه الحكومي موحداً خلفه فيما الاستطلاعات تؤكد أن غالبية الإسرائيليين تؤيد المواقف التي أعلنها"، وفي الوقت ذاته مواقف يرفضها الفلسطينيون. وكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرنوت" أن الخطاب الذي ألقاه نتانياهو استساغته آذان أعضاء الكونغرس الأميركي "الذين يؤيدون تماماً الرفض الإسرائيلي للتفاوض مع حماس ورفض العودة لحدود العام 1967 ويؤيدون القدس موحدة كاملة تحت السيادة الإسرائيلية". ورأت المعلقة في الشؤون الحزبية سيما كدمون ان نتانياهو لم يفاجئ في شيء ولم يتخذ قرارات حاسمة، ولم يغير الاتجاه "ولم يكن معقولاً أن يقول نتانياهو نعم لرؤية اوباما". وتابعت أن شروط نتانياهو للفلسطينيين "تجعل الممكن غير ممكن والفرصة غير مواتية وتلغي احتمال استئناف المفاوضات وبالتأكيد تحقيق السلام". وأشارت هي أيضاً إلى تأييد الشارع الإسرائيلي لنتانياهو "بالرغم بل ربما بسبب المواجهة مع اوباما، وبالرغم من إغلاق باب المفاوضات" واضافت أن الاستطلاعات التي أجريت هذا الأسبوع تؤكد أن شعبية نتانياهو تعززت جداً، وأن رؤيته أو مواقفه تمثل عملياً إجماعاً إسرائيلياً".