تزينت محافظة جدة بصور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبالأعلام السعودية الخضراء، واستعدت لمقدمه بعروضٍ شعبية ترحيبية، احتفاءً بمكوثه الشطر الثاني من العام في ضفاف العروس، وتعبيراً عن الفرحة بشفائه وسلامته. وينتظر الجداويون بفارغ الصبر عادة الملك السنوية في البقاء بين ظهرانيهم لأشهرٍ قادمة، يشاركهم فيها صيام الشهر الفضيل، وعيد الفطر السعيد، قريباً من أفراحهم، ومتابعاً عن كثب حال العروس، وما هي موعودةٌ به من مشاريع، وحلول لأزماتها مع المطر. وكما كانت جدة ثغراً لمكةالمكرمة، فهي قلب الحجاز النابض التي احتلت مكانةً تاريخية في نفوس ملوك وقادة البلاد، بدءاً بعهد المؤسس الملك عبدالعزيز الذي أولاها اهتماماً بالغاً، فأصبحت عاصمة الديبلوماسية والقرارات والسفارات، وهو ما تطور في عهد الملك فيصل، وبلغ أوج ازدهاره في عهد الملك فهد، والملك عبدالله. يتربع الحجازيون صدر مجلس الملك، كما يتربع هو في قلوبهم، ويتربعون قلبه، فقريباً كانوا شهوداً على قرارٍ تاريخي لم يستثن كائناً من كان، من الحساب والعقاب إثر فواجع الأمطار والسيول التي اجتاحت جدة، وحولت أمسياتها الحالمة إلى سرادق للبكاء والعزاء. وفي سواد عينيه تكون مكة بقدسيتها وروحانيتها، قاطعاً العزم على إمدادها بما يعوزها من خدمات، وإصلاحات، تقفز بها إلى صدارة المدن العالمية تطوراً وألقاً وجمالاً، من خلال ورشة عمل لا تتوقف في المنطقة المركزية، والمشاعر المقدسة، ومشروعي قطار الحرمين وقطار المشاعر. على الصعيد السياسي يرقب الجداويون أن يكونوا شهوداً على قرارات واجتماعات هامة، فخلال الأشهر القادمة ستتحول الصالة الملكية في مطار الملك عبدالعزيز إلى محطة جسرٍ جوي لا يتوقف من الرؤساء والديبلوماسيين، الذين يغيرون فيه برمجة رحلاتهم متوافقةً مع محطة إقامة الملك.