مهما قيل عن حاجة الرجل لتطوير ذاته، تبقى للمرأة حاجة مماثلة أو تزيد، إذ لديها مشكلاتها الخاصة، فهي تعاني من البطالة بنسبة أكبر، وتجهل كثيراً من حقوقها الزوجية والعامة، كما أن الطموح وتعزيز الثقة بالنفس غريزة ليست حكراً على الرجال، هكذا ينظر بعض الاختصاصيين للصحوة النسائية من مختلف الفئات العمرية والمؤهلات الدراسية، باتجاه تطوير الذات شخصياً وتحكيمياً وقضائياً، الأمر الذي جعل مراكز التدريب التي كانت تعج بالذكور في مختلف المجالات تشهد حضوراً مكثفاً للمرأة السعودية كمدربة ومتدربة. وذكرت المعلمة حنان خالد أنها خاضت الكثير من الدورات وتمرست على مهاراتها، للحصول على شهادة مدربة معتمدة من شأنها دعم طالباتها في الصف الثانوي وتفعيل طاقتهن إيجابياً، مشيرة إلى أن افتقار الكثير منهن لعدد من المهارات وجهلهن بحقيقة قدراتهن، وتواضع ثقتهن بأنفسهن، هو ما دفعها إلى الإسهام في تنمية قدراتهن ومعالجة نواحي القصور داخلهن. بينما أشارت المستثمرة وصاحبة أحد المشاغل ليلى مبارك (35عاماً) إلى أن التحاقها بإحدى الدورات القضائية والقانونية كان بسبب جهلها بحقوقها بعد عدم اكتراث طليقها بها. ولفتت خريجة اللغة العربية مريم الصالح إلى أنها لم تجد وسيلة تؤهلها للعمل، وتسعى من خلالها إلى تحقيق طموحها في قيادة شريحة من المجتمع وتأهيلهم نحو حياة أفضل، سوى اجتيازها الكثير من الدورات التدريبية في مختلف المراكز التي من شأنها أن تضفي على سيرتها الذاتية الخبرات التي تؤهلها للعمل. في حين قالت إحدى المتدربات منيرة عبدالله (23عاماً): «كانت نظرتي لذاتي دونية قبل الالتحاق بدورات تطوير الذات، وكنت أفسر كل شيء حولي من منطلق سلبي، وأجهل الطريقة المثلى لإدارة حياتي، ثم جاء التحاقي بالدورات بمثابة علاج وتأهيل وتطوير لمجمل قدراتي الذهنية والجسدية». من جانبها، أوضحت المستشار والأمين العام لمؤسسة أكاديمية التدريب الشامل، ووكيل مجلس التحكيم الدولي بالمملكة، رباب المعبي أن خوض المرأة لهذه الدورات ينبع من كونها تمثل نصف المجتمع، وأن دورة «التحكيم الدولي» تدربها على لعب أدوار كبيرة لإنهاء الخلاف بين المتنازعين في جل المجالات، لتمنح المتدربة دورة تأهيلية مجانية لتصبح مستشاراً تحكيمياً، مشيرة إلى أنه بعد احتراف الكثير من السيدات مجال التدريب، أصبحت الدورات التي تقودها امرأة تضاعف عدد الدورات التي يقودها نظيرها الرجل، وأن نسبة إقبال السيدات على الدورات هي الأكثر بفضل ظهور تقنية التدريب عن بعد والتدريب الالكتروني. وعن طبيعة عمل المركز والخدمات التي يطرحها، ونوعية البرامج التي يقدمها، ذكرت أن الأكاديمية تقدم التدريب المباشر والتدريب عن بعد من خلال الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى دورات وأمسيات مجانية بمختلف التخصصات العلمية والعملية المعتمدة من صندوق المئوية والمجلس الاستشاري العربي لتطوير العمل التطوعي وغيرها من الجهات المحلية والعالمية، لافتة إلى أن الشروط التي يجب توافرها في المدربة هي المستوى التعليمي والسيرة الذاتية والرغبة وإنجاز متطلبات وشروط البرنامج التدريبي. مراكز التدريب التي كانت تعج بالذكور في مختلف المجالات تشهد حضوراً مكثفاً للمرأة السعودية كمدربة ومتدربة. (&)