علمت «الحياة» من مصادر متطابقة في عدن، أن قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية وجهت إلى الأطراف المتحاربة تحذيرات قوية من أي عبث بأمن المدينة، ودعتها إلى وقف الاقتتال واللجوء إلى طاولة الحوار لحل المسائل العالقة بينها بما يخدم الأمن والاستقرار، وهو موقف شدد عليه أيضاً مجلس الوزراء السعودي الذي دعا إلى التهدئة وضبط النفس والحوار. كما علمت «الحياة» أن قيادة التحالف تدخلت لوقف اقتحام قصر المعاشيق الرئاسي، مقر الحكومة الشرعية، بعد معارك عنيفة ليل الإثنين- الثلثاء عند البوابة الرئيسة للقصر الذي تحاصره قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» بزعامة عيدروس الزبيدي، من دون اقتحامه. وقالت مصادر محلية إن القوات الموالية للمجلس باتت تفرض سيطرتها الكاملة على مدينة عدن بعد انهيار قوات الحماية الرئاسية، وإن رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وعدداً من الوزراء نُقلوا إلى معسكر قيادة التحالف في مديرية البريقة. وخيم هدوء حذر على العاصمة الموقتة لليمن أمس، بعد وقف للنار سرى خلال ساعات النهار، وأعقب اتصالات أجرتها قيادة التحالف العربي مع الأطراف كافة، حذرت خلالها من استمرار التصعيد العسكري، وتأثيره السلبي على الجبهة الوطنية المعنية بإنهاء الانقلاب الحوثي وتحرير العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات. وأفاد التحالف العربي في بيان أمس بأنه «راقب، بكل أسف، خلال اليومين الماضيين عدم استجابة الأطراف لنداءات التهدئة الصادرة منه، وعليه فإنه يطلب مجدداً من الأطراف كافة سرعة إيقاف الاشتباكات فوراً وإنهاء المظاهر المسلحة، ويؤكد أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار» إلى عدن. كما دعا «مكونات الشعب اليمني إلى التركيز على الأهداف الأساسية، وعلى رأسها استعادة الشرعية، وحماية مكونات الدولة، وإعادة الأمن والاستقرار، وحل القضايا عبر الآليات السياسية المتاحة ووفق المرجعيات الثلاث». وكانت وزارة الداخلية اليمنية جددت دعوتها «العناصر الخارجة على النظام والقانون في العاصمة الموقتة، إلى تغليب مصلحة الوطن والمواطن والاحتكام إلى لغة العقل». وقالت في بيان إنها «فوجئت باستمرار إطلاق النار من عناصر ما يسمى بالمجلس الانتقالي، على رغم التزام الوحدات العسكرية التام التوجيهات حقناً للدماء وتجنباً للفتنة». وكانت المدينة شهدت ليلة ساخنة من الاشتباكات والمواجهات بين القوات الحكومية وقوات «المجلس الانتقالي» اشتدت سخونتها صباح أمس في محيط معسكر الصولبان وعقبة كريتر، وبوابة قصر المعاشيق ومعسكر دار سعد، ومعسكر جبل حديد بخور مكسر وبعض أحياء المنصورة والمعلا والخط البحري، خصوصاً أن تعزيزات للطرفين توافدت منذ الأحد إلى عدن وأطرافها الشمالية والشرقية والغربية. وسيطرت قوات المجلس أمس على المدينة واقتحمت العديد من المواقع والثكنات التابعة للحرس الرئاسي، وسيطرت على المباني الحكومية والخدمية، بينها مبنى رئاسة الوزراء، والبنك المركزي اليمني، ومصلحة الأحوال المدنية وعدد من المؤسسات التي كانت تحت سلطة الحكومة الشرعية. وقالت مصادر محلية إن قوات موالية ل «المجلس الانتقالي» سيطرت على معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في دار سعد شمال عدن بعد معارك عنيفة، علماً أن المعسكر يُعد آخر ألوية الحماية الرئاسية التي تسقط بيد القوات الموالية للزبيدي في محافظة لحج. وأكدت مصادر في المجلس أن الزبيدي يرفض سحب قواته التي تمكنت من الوصول إلى البوابة الخارجية لمجمع قصر معاشيق، وأحكمت السيطرة على مواقع وأحياء واسعة في المدينة. وكانت مصادر سياسية في عدن أكدت أن اتفاقاً تمَّ التوصل إليه بين الأطراف المتصارعة خلال اجتماع عقد بحضور قادة قوات التحالف، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، وممثلين عن «المجلس الانتقالي» يقضي بوقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات من أحياء المدينة وشوارعها، وعودة القوات إلى ثكناتها. إلا أن مصادر في «المجلس الانتقالي» نفت عقد أي اجتماع مع مسؤولين في الحكومة الشرعية في مقر قوات التحالف. من جهة أخرى، ارتفع عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع فجر أمس، واستهدف نقطة تفتيش في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، إلى 20 قتيلاً من جنود النخبة الشبوانية. وكانت سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت في نقطة تفيش في منطقة نوخان شرق المدينة.