لم يكن الدكتور كريس مولر أبداً مديرا عادياً لمدرسة، أو ما نطلق عليه حالياً قائداً تربوياً، فهو يمتلك قدراً هائلاً من المعارف التربوية، لا يكتفي بها في الناحية النظرية، بل يطبقها يوماً وراء يوم في الحياة المدرسية، لذلك استطاع أن يجعل المناخ السائد في المدرسة مثالياً، طلاب سعداء بالتعلم، وهيئة تدريس تعمل كفريق واحد يكمل بعضه بعضاً، وطاقم إداري ينجز كل المطلوب في سلاسة ويسر، باختصار هكذا يجب أن تكون المدارس. ترك ألمانيا طائعاً، وعاد إلى جنوب أفريقيا، ليسهم في الارتقاء بالتعليم فيها، وفي غيرها من الدول النامية، يعمل بالتدريس في الجامعة، لكنه يصر على أن يقدم الاستشارات التعليمية للمدارس، لذلك فالحديث مع مثل هذه الشخصية، يساعد في التعرف على نمط آخر من التعليم، ليس بالضرورة أن نسعى لنحاكيه، بل يكفي أن نتأمله، ونتدبر فيه. لماذا يرى الإنسان دوماً في مدرستك وجوهاً بشوشة، وأشخاصاً نشطين؟ لماذا لا يقف طلاباً معاقبون أمام الصف، ولا نسمع صراخ معلم أو معلمة داخله؟ - العلاقة الطيبة بين المعلم والطالب، تقوم على ركيزتين أساسيتين، هما الاحترام والثقة، ويتحقق ذلك بوسائل شتى، فكل معلم في هذه المدرسة يعرف كل طالب لديه بصورة فردية، يعرف خلفياته، وما يحدث في حياته، وعندما يدرك الطالب أن المعلم يهتم به، ويمنحه الاحترام، فإنه يجد فيه الشخص الذي يثق به ويستجيب له. في كل صباح في مدرستك وقبل بدء اليوم الدراسي، يجلس الطلاب في صفهم ويتحدثون مع معلم أو معلمة، فما الذي يتحقق من ذلك؟ - إنه تقليد بسيط يفعلونه في بداية كل يوم، إذ تجلس مجموعات صغيرة من الطلاب، تضم 10 – 11 طالباً بحد أقصى، ويجلسون مع معلم يشرف عليهم طوال السنة. هذا المعلم هو أول دعامة لهم، يعرف كل شيء عن هؤلاء الطلاب، من الناحيتين العلمية والاجتماعية، ويجدون فيه الشخص الذي يتحدثون معه عن أي مشكلات تواجههم، في المدرسة أو في البيت. علاوة على ذلك يقرأ الطلاب في هذه الفترة البيانات المهمة للمدرسة، مثل الأنشطة المختلفة في هذا اليوم والأيام التالية، وما ينبغي عليهم الاستعداد له، وما يحدث في العالم، وتدور نقاشات عن أي أمور مهمة في هذا الإطار، إنه أمر يستغرق عشر دقائق فقط من اليوم الدراسي، لكنه يحقق فوائد جمة. هل ترى أن المدارس التقليدية بطابور صباح، ووقوف الطلاب عند دخول المعلم، وواجبات في الدفتر وكتب مقررة أسوأ من مدرسة تعتمد نظماً حديثة مثل مدرستكم؟ - أرى أن هذه المدارس مختلفة عنا، لكن مدرستنا أكثر فعالية في هذا العصر الذي نعيش فيه، إننا الآن في القرن ال21، ويجب علينا أن ندرك أن الطرق التعليمية التي كانت مستخدمة في منتصف القرن الماضي، لم تعد صالحة للتطبيق الآن، لأن المدارس كانت قبل 50 عاماً تسعى لإعداد الطلاب لمستقبل مضمون، وكان كل شخص يعرف المسار المستقبلي لحياته. أما الآن فعندما يفكر المرء في أن الأطفال الذين يلتحقون بالصف الأول الابتدائي الآن، سيبلغون قمة مستقبلهم الوظيفي في عام 2055 – 2060م، فكيف يمكننا التنبؤ بما ستكون عليه الأوضاع حينئذ، مع مراعاة السرعة الهائلة للتغيرات الآن. أنا لا أقول إن المدارس التقليدية سيئة، لكن أطفالنا يتخرجون من مدارسنا وقد تعلموا الكثير، وعندهم معارف ومهارات جيدة، لكن السؤال عما إذا كانت لديهم القدرات اللازمة ليبدعوا في القرن ال21، لخوض حياة لا يمكن التنبؤ بشكلها. كيف ترى التقنيات الحديثة بالمدارس؟ وما مدى الحرية في استخدامها؟ - أنا مبهور بالتقنيات الحديثة، وأجد أن الآيباد يوفر برامج مهمة، ليست جميلة فحسب، بل ومهمة أيضاً، لأن أطفال اليوم ينشأون على التقنية منذ ولادتهم. ولذلك فإن عدم استخدام التقنيات في المدرسة أصبح أمراً غير منطقي، لأن هذه التقنيات جزء أساسي في حياتهم، وتجدر الإشارة إلى أن التقنيات ليست حكراً على المدارس الغنية، كما يعتقد البعض، بل على العكس من ذلك، توفر التقنيات الكثير من الأموال، فهي أرخص من طباعة الكتب السميكة سنة وراء سنة. مرة أخرى ليست القضية مدارس حديثة جيدة وأخرى تقليدية سيئة، بل هما طريقان مختلفان، ولكني بالتأكيد أفضل استخدام التقنيات الحديثة في التعليم. كيف تعالجون الفجوة بين المعلمين والطلاب في استخدام التقنية؟ - لست أرى مشكلة في ذلك الأمر، وليس من المفروض أن يزعم المعلم أنه يعرف أكثر من الطلاب في كل المجالات، بل من المؤكد أن أطفال اليوم يعرفون أكثر من الكبار في التقنيات، لكن المعلم يظل هو مصدر المعلومات الأساسي في تخصصه العلمي، ويساعد الطلاب في التعلم بطريقتهم التي اعتادوا عليها بالتقنيات الحديثة. كيف ترى مستقبل التعليم في ظل ذلك التطور التقني الهائل؟ هل سيجري الاستغناء عن المدرسة أو تتراجع مكانتها على الأقل؟ - لن يتم الاستغناء عن المدارس أبداً، لكن مكانتها ترتبط بمكان وجودها ووضعها، فمدرسة مثل مدرستنا ستظل ذات دور محوري، إننا نملك الإمكانات لاختيار أفضل المعلمين. وأنا أعلم أن المعلمين لدينا يقدمون تدريساً جيداً، باستخدام أدوات العصر، وتؤهل الطلاب للمستقبل، ولكن إذا تعلق الأمر بمدرسة سيئة، فيها معلمون غير أكفاء، فإن دورها التقليدي لن يستمر بشكله الحالي، وسيعتمد طلابها على الإنترنت بصورة متزايدة، وسيقتصر دور المعلمين على متابعة ذلك، ستكون مدرسة لكن بشكل مختلف تماماً عما هي عليه الآن، وهو ما نستعد له من اليوم، ولكننا محظوظون بالمقارنة بغيرنا. هناك دول تنفق الملايين أو حتى البلايين ومع ذلك ما زال مستوى التعليم غير جيد. ألا يعني الإنفاق الكبير على التعليم أن يكون جيداً؟ - في غالبية الدول لا يجري تخصيص موازنات كافية للتعليم، ولا تضخ الاستثمارات في هذا المجال، لأن العالم كله يفكر في المكاسب المادية السريعة، والتعليم لا يحقق هذه المكاسب السريعة، بل هو استثمار في المستقبل. ومشكلة قلة موازنات التعليم منتشرة في العالم كله، فنجد في إنكلترا مثلاً تركيزاً كبيراً على المدارس الخاصة، وجهود حثيثة لنقل الطلاب إليها، لأن الحكومة تستطيع بعد ذلك أن ترفع يدها، وتقول إن التعليم لم يعد مشكلتها. وفي المقابل يجب أن تذهب موازنات التعليم إلى الاتجاه الصحيح، ففي جنوب أفريقيا، التي جئت منها، يجري استثمار الأموال المتوافرة بطريقة خاطئة، لأنها تتبنى أفكاراً حديثة للغاية، لكنها غير قابلة للتطبيق على مستوى الدولة، والنتيجة فشل النظام التعليمي فشلاً ذريعاً. هل هناك معاناة أخرى للتعليم غير الموازنات؟ - في دول أخرى تتبنى وزارات التعليم توجهات تقدمية حديثة، لكن بعض القوى المحافظة للغاية، تعوق تنفيذ هذه الخطط، لأن البعض يتمسك بالقديم ويعتبره الوصفة الناجحة، والتي لا يجوز التخلي عنها. والبداية هنا تكمن في التخلص من الكبرياء الناجم عن التيه بالنفس بصورة مبالغ فيها، لأن نجاح الجيل السابق أو الحالي باتباع منهج ما، لا يعني على الإطلاق أن الاستمرار فيه يضمن استمرار النجاح. فنجاحي بمنهج ما، لا يعني نجاح أولادي إذا ساروا على الدرب نفسه، إن الأمر يتعلق بعالم مختلف، وهو العالم الذي ينشأ فيه أطفال اليوم، ومن الضروري استثمار الأموال في تدريب المعلمين على استخدام التقنية، وكذلك في توفير التقنيات الحديثة للطلاب، فهذا أمر مهم. أين نقطة البداية للإصلاح: اختيار الأشخاص المناسبين للالتحاق بكليات المعلمين ولتدريسهم، أم بوضع مناهج جيدة لإعداد المعلمين، أم بالتوفيق بين مخرجات الجامعات وحاجات المدارس؟ - شاهدت الكثير من جامعات العالم، ودوماً تجد أن إعداد المعلمين يجري فيها بصورة تقدمية للغاية. أنا أرى أن زرع احترام المعلم ضروري، وهو أمر غير موجود في ألمانيا وإنكلترا وأميركا بصورة كبيرة، وفي المقابل نجد المعلم يتمتع بمكانة كبيرة في دول الشرق الأقصى، وعندما يتوافر الاحترام للمعلم، فإنه سيبدع، أنا أقابل كثيراً من أولياء الأمور الذين يعتبرون أنفسهم خبراء، وأن لديهم أفكاراً أفضل، لأن كل إنسان يعتبر نفسه خبيراً في التعليم. لكن عدم الاحترام مع الخبراء الحقيقيين في التعليم هم المعلمون، وما عداهم فلا، وهذا التدخل غير المنطقي يجعل المعلم يتردد في القيام بشيء جيد فعلاً، ولذلك أعود لما ذكرته عن أهمية التدريب. كيف يمكن ترسيخ احترام المعلم في المجتمع؟ - فنلندا مثال جيد لاحترام المعلم، إذ نجد تقديراً كبيراً لوظيفة المعلم، الأمر الذي يظهر في الراتب المرتفع، وفي أعداد الطلاب الراغبين في الحصول على مقاعد في كليات التربية، ويتم اختيار أفضل المتقدمين لهذه الدراسة، وهم الصفوة. ولا يكون الحصول على القبول تلقائياً، كما هي الحال في بعض الدول، التي تعتبر وظيفة المعلم، لمن لم يستطع أن يلتحق بدراسة التخصصات الأخرى، وعندها ليس غريباً أن ينعكس ذلك على نظرة المجتمع لشاغلي هذه الوظيفة. هل يمكن أن يكون هناك نمط تدريس مثل البكالوريا الدولية صالح لكل الثقافات والبلاد؟ - نعم، وتحقق ذلك بالفعل، وأصبح برنامج البكالوريا الدولية موجوداً في كل الدول، ومعترفاً به عالمياً، وعليه إقبال كبير، لكن من ناحية المبدأ ما زالت البكالوريا الدولية ذات صبغة غربية في التفكير. وعندما تنظر إلى دول الشرق الأقصى، تجدها تقدم البكالوريا الدولية من منظور أكاديمي، أي أنهم يركزون على المواد الدراسية، ومحتوى هذه المواد، أكثر من اهتمامهم بفلسفة البكالوريا الدولية، والتي تشكل الرابط المشترط بين كل أطراف العملية التعليمية، والتي تضفي عليها البعد الدولي، وهو ما أرى فيه أمراً مثالياً. هل ينبغي أن يقف مدير المدرسة بنفسه على بوابة المدرسة لاستقبال الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، بجوار حارس المبنى، على رغم منصبه الرفيع؟ - هذه هي النقطة المهمة، إنني لا أرى منصب المدير رفيعاً، بل هو بنفس درجة وظيفة حارس المبنى، ولذلك لا أفهم استغراب البعض، حينما يجدون أحد أفراد حراسة المبنى يجلس معي ومع أصدقائي في مكتبي، إنني لا أفهم ذلك الاستغراب على الإطلاق. أنا لست في حاجة للجلوس في برج عاجي، لأبين للآخرين أنني صاحب أعلى منصب في المدرسة، إن وقوفي في الصباح على بوابة المدرسة يحقق أهدافاً كثيرة، أولاً يشعر القادمون جميعاً أنهم موضع ترحيب، أقول لهم مرحباً وأسلم على كل واحد باسمه، فيعرف الطالب أننا نهتم به ونعرفه ونجد الوقت للحديث معه. وكذلك يطرح أولياء الأمور أسئلتهم، وأجيب مباشرة، إذا هذه ال20 دقيقة التي أقفها في الصباح توفر على الأقل ساعتين من المقابلات يومياً. ما رأيك في الاختبارات المعروفة باسم بيزا؟ وكيف نجد أنظمة مختلفة تماماً مثل كوريا الجنوبيةوفنلندا في القمة؟ - أنا لا أشجع الاختبارات التي تتبنى معايير موحدة لكل الطلاب. هل تشاركون في مثل هذه التقويمات؟ - حالياً لا، كنا نشارك فيها من قبل، وكان ذلك يمثل ضغطاً شديداً بالنسبة لنا. ولكنني أرى أن ذلك معيار خاطئ، أتابع نتائج هذه الاختبارات، ولكني لا أتفق مع فكرة الطالب المتوسط المستوى، هذا بالضبط ما لا أريده. بلوغ فنلندا مرتبة متقدمة، يعني أن طريقة التدريس الجيدة، قادرة على بلوغ القمة مهما كانت الاختبارات، ولذلك أنا على يقين أن طلاب مدرستنا قادرون على تحقيق نتائج طيبة في أي اختبارات. رسائل إلى: المعلم: دور المعلم إدارة المعرفة، وليس تلقينها، وهو المرشد، وليس مالك الحكمة، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة لي أن يستوعبه كل معلم. المجالس الطلابية: هي عبارة عن حكومة صغيرة، يلتقون بمديري المراحل الدراسية، ويناقشون معهم أي مطالب للطلاب، ويحق لهم أيضا فرض واقع تعليمي يبحثون عنه. صاحب قرار مدرسي: لا بد من إجراء استطلاع رأي على الطلاب، يتضمن السؤال عما إذا كان يجد في المدرسة الشخص الذي يمكن أن يتحدث معه، إذا كانت لديه مشكلة، وهذا النوع من الأسئلة ينبه الطالب إلى احتياجه إلى الشخص الذي يثق به. مدير المدرسة: إن تركك الباب مفتوحا يتيح المجال لأي شخص أن يدخل رأسه، ويطرح سؤالا، وتجيب عليه، وينتهي الأمر في 30 ثانية، ويكون الجميع سعداء، من دون الحاجة لسكرتارية ومواعيد! المدرسة: المدرسة الجيدة هي التي تحترم الطلاب، والتي تعرف تماما الطريق الذي تريد أن تأخذ الطلاب إليه، بحيث يمكن لكل فرد فيها تحقيق نجاحه الفردي وفق قدراته. المدارس الدولية: هي لا تعني أطعمة وأعلاما واحتفالات من مختلف الدول والثقافات، وينتهي الأمر، الأهم هو أن تدخل هذه الروح العالمية إلى داخل الصف، وتسهم في تخفيف الأوضاع في الدول الأخرى، بناء على قناعة بعالمية الفكرة. المستقبل الطلابي: هناك طرق كثيرة، يكتسب الطلاب من خلالها الشخصية القيادية، لأنني على قناعة بأن طلابنا سيصبحون في المستقبل شخصيات قيادية، سواء كانوا سياسيين أم رجال أعمال، سيلعبون دوما أدوارا مهمة في المستقبل، ولذلك لا بد من إعدادهم من الآن. ملامح: - هو شخصية غير عادية، فهو من مواليد ناميبيا، التي كانت مستعمرة ألمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. - كان والده ألمانيا وأمه جنوب أفريقية من أصل إنكليزي، قضى السنوات ال16 الأولى من عمره في ناميبيا، في مدرسة ألمانية هناك، وبقي فيها حتى الصف الثامن، ثم التحق بعد ذلك بمدارس ناطقة بالإنكليزية، وأصبح الحديث داخل الأسرة منذ ذلك الحين أيضا باللغة الإنكليزية. - انتقل مع أسرته إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا، وأنهى تعليميه المدرسي، والتحق هناك أيضا بالجامعة، حتى حصل على بكالوريوس الآداب، قبل أن ينتقل إلى لندن، حيث اكتشف هناك المدارس الدولية، والتي نالت إعجابه الفائق، لأنها تجسد الفكر الذي لا يقف عند حدود الدولة بحسب قوله. - مؤمن بأنه من المهم أن تكون لكل إنسان جذور قوية تربطه بوطنه، وأن نفخر بأصولنا، ولكن عندما يطغى على النظام التعليمي، ويجعل وجود بقية دول العالم هامشيا، فإنه يرى ذلك أمرا سلبيا. - في لندن بدأت رحلته مع المدارس الدولية التي وجد فيها ما كان يحلم به، وبعد أن كان ينوي العودة إلى جنوب أفريقيا بعد فترة وجيزة، مرت حتى الآن 25 سنة، من دون أن تستقر به الحال هناك، بل ظل دائم التنقل بين الدول ليعمل في المدارس الدولية. - في البداية عمل في مدرسة دولية في باريس، وبعدها في دار السلام في تنزانيا، ثم انتقل إلى المدرسة الأميركية الدولية في العاصمة الرومانية بوخارست، إذ عمل ست سنوات مديرا للمرحلة الثانوية، وبعدها عمل أربع سنوات مديرا للمرحلة المتوسطة في المدرسة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك، ثم أخذ سنة تفرغ. - عاد إلى كيب تاون، بهدف كتابة رسالة الدكتوراه، والتي تناولت المدارس الدولية والفكر الذي تتبناه، لكنه لم ينته خلال هذه السنة، لأنه وجدها فرصة نادرة لأن يقضي الكثير من الوقت مع والديه، اللذين كانا في سن متقدمة. - انتقل للعمل مديرا للمدرسة الأميركية الدولية في العاصمة الزامبية، لوساكا، وعمل هناك لمدة خمس سنوات، ليأتي بعدها مديرا لمدرسة بون الدولية، وقبل أن تنتهي مدة عمله، قرر العودة إلى جنوب أفريقيا، ليعمل مستشارا لشؤون التعليم. - يقول إنه كان دوما يحمل جواز سفر ألمانيا يتنقل به بين دول العالم، لأن والده ألماني، لكنه لم يكن عاش في هذا البلد، الذي تعود أصوله إليه، ولذلك وجد في وظيفة مدير مدرسة في بون، فرصة للعيش في بلاد أجداده، ولكنه رأى أن خمس سنوات مدة كافية، عاد بعدها إلى جنوب أفريقيا، ليحقق حلمه بالإسهام في إصلاح التعليم فيها، ويجعلها رسالة حياته.