دشنت مؤسسة الملك فيصل الخيرية مرحلة جديدة في مسيرتها عبر توقيع اتفاقية تعاون مع «منظمة البكالوريا الدولية» لتحقيق نقلة نوعية في مستوى التعليم بالمملكة من خلال تعليم النشء وإعداد نخب من المعلمين والقيادات التربوية وفق أعلى المستويات التعليمية والتدريبية مع الحفاظ على كافة المبادئ والأخلاق الإسلامية الفاضلة، وتعاليم الدين الحنيف، وثقافة المجتمع السعودي. ويعد هذا المشروع إضافة قيمة للمبادرات التعليمية الاستراتيجية المبتكرة التي تبنتها «مؤسسة الملك فيصل الخيرية» منذ نشأتها عام 1976م، ومن أهمها جائزة الملك فيصل العالمية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مدارس الملك فيصل، جامعة عفت، جامعة الفيصل، إضافة لمئات المشاريع الخيرية والإنسانية داخل المملكة وخارجها. ويهدف مشروع التعاون مع «منظمة البكالوريا الدولية» لإعداد الطلاب والمعلمين والقادة في المملكة وفق معايير تعليمية عالية أثبتت نجاحا كبيرا واسع النطاق، وحققت اعترافا بالجودة من العديد من الجامعات النخبة حول العالم، وعرفت بالصرامة والانتقائية. يذكر أن هناك مرحلة تجريبية لهذا المشروع نفذت خلال الفترة من 2008 إلى 2010م، تلتها اتصالات مكثفة بين «المؤسسة» والمنظمة، تم خلالها تحديد الأهداف المتصلة بقطبي العملية التربوية، وهما الطالب والمعلم، والإفادة من خبرات المنظمة خلال العقود الخمسة الماضية، مع تحديد مخرجات ومؤشرات الأداء الرئيسية وأوجه مسؤولية كل جانب، وتركزت المرحلة التجريبية على مدارس الملك فيصل، وتعريب العديد من أدلة برامج البكالوريا الدولية حيث أصبحت متاحة لجميع المدارس التي تطبق هذه البرامج في الدول العربية، وبتكلفة إجمالية فاقت 5.5 ملايين ريال. ويأتي إبرام المؤسسة لهذه الاتفاقية للتركيز المباشر على أهمية تعليم النشء بما يوفر لهم أسس التفاهم والوعي والمعرفة في جميع مراحل الحياة، حيث يسعى هذا المشروع لإتاحة الفرصة للطلاب والبالغين المشاركين للتعرف على برامج البكالوريا الدولية الثلاثة: برنامج السنوات الابتدائية، برنامج السنوات المتوسطة، وبرنامج مرحلة الدبلوم، بما في ذلك زيادة عدد المدارس المرشحة لتقديم هذه البرامج في المملكة، بل وتوفيرها باللغة العربية. وعلق الأمير بندر بن سعود بن خالد الأمين العام للمؤسسة، على هذا المشروع بقوله «بدأت شراكتنا مع منظمة البكالوريا الدولية منذ عام 2008م، وخلال هذه المرحلة الجديدة، التي تمتد لخمس سنوات، يتم وضع أسس قوية لقادة المستقبل والمبدعين والمهنيين الذين سيكون بمقدورهم استخدام معارفهم لتحسين نوعية التعليم، والإسهام في تطوير اقتصاد المملكة»، مضيفا «هذا التعاون مع المنظمة يسعى لإعداد 20 مدرسة ابتدائية و20 مدرسة متوسطة في المملكة لتصبح مرشحة للاعتماد من قبل المنظمة، ولتكون مراكز للتميز في تدريس برامج البكالوريا، بما في ذلك توفير مواد برنامج دبلوم البكالوريا الدولية باللغة العربية، كما نسعى لتدريب ما يزيد على 1500 معلم ومعلمة من خلال برنامج مبتكر للتطوير والإعداد لتطبيق برامج البكالوريا الدولية بالعمل مع مدارسهم ومع عدد من الجامعات المحلية المعنية، وسيكون بمقدور المئات من المعلمين الممارسين والقادة التربويين في المدارس الحصول على شهادات برامج البكالوريا الدولية في التدريس والقيادة كل عام»، وبين أن المؤسسة تسعى لإحداث تحول تدريجي في التعليم الدولي في المملكة والعالم العربي ليكون من بين الأفضل في تصنيفه. أما الدكتورة سيفا كوماري، المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية فقالت «تعد هذه الشراكة مع مؤسسة الملك فيصل الخيرية التزاما بالغ الأهمية، من شأنه أن يتيح للعديد من الطلاب الناطقين بالعربية الحصول على برامج البكالوريا الدولية، وتحرص المنظمة على توفير المزيد من برامجها حول العالم خاصة أن رسالتها تقوم على زيادة التفاهم بين الثقافات علاوة على جودة التعليم والتعلم، كما أن المؤسسة والمنظمة متفقتان في السعي لتوفير عالم أفضل من خلال التعليم، ونحن واثقون من أن ثمرات هذا التعاون سوف تكون ملموسة داخل المملكة وخارجها».