بروكسل - أ ف ب - يستعد الاتحاد الاوروبي لتشديد موقفه بشأن سورية وايران الاثنين لدى درس خطواته الديبلوماسية المقبلة لدعم التغيير في شمال افريقيا والشرق الاوسط. كذلك سيدرس وزراء خارجية الدول ال27 اعضاء الاتحاد الاوروبي السبل الكفيلة بتحقيق تقدم في ليبيا فيما تظهر خلافات في وجهات النظر بينهم حول استراتيجية الخروج من الازمة. كما سيعملون على تحديد نهج جديد في الشرق الاوسط في اعقاب خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي عرض فيه رؤيته لحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، وسينظرون في مسألة تقديم مساعدة للدول الخارجة من نزاعات. ومع ارتفاع حصيلة القتلى في سورية بعد اكثر من شهرين على انطلاق الحركة الاحتجاجية، يتوقع ان يضيف وزراء الاتحاد الاوروبي لاول مرة اسم الرئيس بشار الاسد الى قائمة مسؤولي النظام السوري الذين فرضت عليهم عقوبات تشمل منع السفر الى دول الاتحاد وتجميد الارصدة لضلوعهم في القمع الدموي للتظاهرات. وقال ديبلوماسي اوروبي معلقاً على الاجراءات الجديدة التي ستعلن بعد مناقشات تستمر يومين ان "هدف العقوبات هو وقف العنف وحض الاسد على الموافقة على عملية اصلاح، وليس ارغامه على التنحي". وفي سياق تشديد الضغوط على نظام الاسد، سبق للاتحاد الاوروبي ان فرض عقوبات تتضمن تجميد اموال ومنع منح تأشيرات دخول على 13 مسؤولاً سورية في طليعتهم شقيق الرئيس ماهر الاسد وافراد من عائلته بتهمة الضلوع في اعمال القمع، وحظراً على الاسلحة التي يمكن استخدامها لاهداف قمعية. من جهة اخرى وازاء عدم تحقيق اي تقدم في المحادثات بين الدول الكبرى الست وايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، من المتوقع ان يتفق الوزراء الاوروبيون على "توسيع كبير" للعقوبات المفروضة على طهران. وبالنسبة الى ليبيا، سيبحث الوزراء عن سبل احراز تقدم يسمح بالتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار بين الثوار والزعيم معمر القذافي يتضمن انسحاب القوات الموالية للنظام من اجل الدخول في حوار سياسي. وقال ديبلوماسي ان "الدول الاعضاء اقل اجماعاً حالياً على وجوب تنحي القذافي قبل التوصل الى وقف اطلاق نار او اطلاق محادثات سياسية، لكن قادة الثوار لن يبدلوا موقفهم في هذه المسألة". وتواصل طائرات الحلف الاطلسي قصف قوات القذافي منذ شهرين وتعهد الحلف بمواصلة الضغط الى ان يتوقف القذافي عن استهداف المدنيين ويعيد قواته الى ثكناتها. كما يتوقع صدور اعلان "مهم" بعد الخطاب المحوري الذي القاه اوباما الاحد واكد فيه على وجوب قيام دولة فلسطينية على اساس حدود العام 1967 ولو مع تعديلات، يتناول مسألة حل الدولتين والموقف من اتفاق المصالحة الذي وقع مؤخراً بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس. وقال ديبلوماسي اوروبي ان "الولاياتالمتحدة تقترب من موقف الاتحاد الاوروبي. علينا الآن ان نبدأ درس موقف مشترك من مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية". وسيبحث الوزراء الاوروبيون ايضاً سبل مساعدة النظامين الجديدين اللذين اعقبا الثورة المطالبة بالديموقراطية في كل من تونس ومصر، وسيبحثون الاضطرابات الجارية في دول اخرى من العالم العربي وفي طليعتها البحرين واليمن. وستتناول المحادثات ايضاً السودان حيث تطالب الاممالمتحدةالخرطوم بسحب قواتها من منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب بعدما سيطر عليها الشماليون في ما وصفه الجنوبيون ب"اجتياح". واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الاحد في بيان "ادين احداث العنف التي جرت خلال الايام الماضية في ابيي" معتبرة انها تشكل انتهاكاً لاتفاق السلام الشامل الذي وقعه الطرفان عام 2005 ووضع حدا للحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.