تعطلت حركة النقل وتأهبت إدارات المتحف مع استعداد باريس اليوم (السبت) لذروة فيضان نهر السين الذي استمر منسوب المياه فيه بالارتفاع على رغم التوقعات بأن لا يبلغ المستوى الذي وصل إليه العام 2016. وبعد شهر من الأمطار الاستثنائية، بلغ منسوب النهر الذي يعبر العاصمة الفرنسية 5.70 متر صباح السبت، أي بزيادة أكثر من أربع درجات من مستواه الطبيعي. وتوقع خبراء الأرصاد الجوية ارتفاع منسوب مياه نهر السين مجدداً خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن من دون أن يصل إلى الذروة التي بلغها العام 2016 (6.10 متر) عندما نقلت أعمال فنية من متحف «اللوفر» وأغلق متحف أورساي أبوابه. لكن السيناريو الأسوأ الذي يخشاه غالبية الباريسيين وهو فيضان كذاك الذي حصل العام 1910 عندما بلغ منسوب مياه السين 8.62 متر، وهو أمر مستبعد تماماً مع التوقعات بأن تشهد الأيام المقبلة طقساً أكثر جفافاً. وبدأ بعض التسرب يظهر في بعض الطوابق السفلية للمباني الجمعة، فيما اضطر بعض السكان القاطنين على أطراف المدينة لاستخدام القوارب للتنقل في الشوارع التي غمرتها المياه. وتأهبت إدارات متاحف «اللوفر» و«اورساي» و«أورانجري» حيث أغلق الطابق السفلي من جناح الفنون الإسلامية في «اللوفر» أمام الزوار. وتم الجمعة إخلاء مركز صحي في إحدى الضواحي الواقعة في شمال غربي باريس حيث كان 86 مريضاً يتلقون الرعاية. وأفادت الشرطة بأنه تم إجلاء أكثر من 650 شخصاً من منازلهم في منطقة باريس وانقطعت الكهرباء عن أكثر من ألف شخص وأغلقت مدارس عدة. لكن هيئة مراقبة الفيضانات (فيجيكرو) خفضت الجمعة تقديراتها للارتفاع المحتمل لمستوى السين، مشيرة إلى أنه سيبلغ ما بين 5.8 وستة أمتار بين فترة بعد ظهر السبت وصباح الأحد، مقارنة بتقديرات سابقة تحدثت عن بلوغه 6.2 متر. إلا أن هذا لا يزال يعني أن منسوب السين تجاوز بأربعة أو خمسة أمتار مستواه الطبيعي، ما تسبب بصعوبات لمستخدمي الطرقات والسكان الذي يقطنون قرب ضفتيه. وقال الحارس جوا دي ماسيد الذي يعمل في مبنى سكني في الجادة ال16 الراقية في باريس إن «هناك ست شقق في الطابق السفلي. كان علينا وضع حواجز في الخارج لمنع تحطم النوافذ وغمر المياه لكل شيء». وداخل الشقق، رفعت المفروشات عن الأرض مع تسرب المياه عبر الجدران. ووفقاً لخدمة الأرصاد الجوية الفرنسية، تعد الفترة بين كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الثالثة التي يسجل فيها هطول كبير للأمطار منذ بدأ جمع المعلومات العام 1900. وتوقفت حركة الملاحة في السين، ما منع السياح من استخدام القوارب الرائجة لمشاهدة معالم العاصمة السياحية. لكن خبراء الأرصاد أكدوا أن هطول الأمطار في الأيام الأخيرة لم يكن كافياً لرفع منسوب نهر السين إلى مستويات تفوق توقعاتهم. وقال فرانسوا دوكين من وكالة «فيجيكرو»: «اطمأنينا الى أنها (الأمطار) ستبقي منسوب المياه مرتفعا لكنها لن تزيدها». وأفادت «فيجيكرو» أن الوضع شهد تحسناً السبت، إذ خفضت درجة التأهب إلى «أصفر» من «برتقالي». وأفاد مدير منع المخاطر في وزارة البيئة الفرنسية بأنه «في حال هطلت الأمطار مجدداً انطلاقاً من منتصف الأسبوع المقبل، وهو أمر لست متأكداً منه في هذه المرحلة، فسيعني ذلك أننا لم ننته بعد» من هذه المشكلة. لكن خبراء الأرصاد يرون أنه حتى في حال تراجعت مستويات المياه، فإن ذلك سيحصل ببطء إذ إن غالبية الأراضي في شمال فرنسا مغمورة بالمياه. وتم تعليق عمل أحد أكثر خطوط القطارات السريعة اكتظاظاً حتى يوم الأربعاء، كما أغلقت كذلك بعض الطرقات السريعة التي تمر بجانب السين.