استقبل امس عبد القادر بن صالح رئيس هيئة المشاورات حول الإصلاح السياسي في الجزائر، في اطار لقاءاته مع اركان الاحزاب والقوى السياسية، رئيس الحكومة السابق سيد أحمد غزالي. واعلن الاخير، بعد اللقاء الذي لم يستمر أكثر من نصف ساعة، أنه استغل الاجتماع ل»تذكير ظاهر النظام السلطوي وباطنه بضرورة النظر إلى الواقع قبل حدوث الصدمة». وتعمدت «هيئة المشاورات» التي شكلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى توجيه أولى الدعوات الى أحزاب وشخصيات معارضة. اذ استقبل بن صالح اولا حزب الإصلاح الوطني الإسلامي، ثم مرشح الرئاسيات الأخيرة محمد السعيد الذي يشكو من «اليد الخفية التي تمنع اعتماد حزبه»، وصولا الى غزالي. يستقبل بن صالح محاوريه، في حضور مساعديه الجنرال محمد تواتي ومحمد علي بوغازي المستشارين في الرئاسة الجزائرية، في الطابق الأول لمبنى هجرته وزارة الخارجية. ولا يتحاور بن صالح مع ضيوفه لكنه يكتفي بالاستماع، ويتولى كتاب انتدبهم للعمل معه تسجيل الاقترحات. يشار الى انه منذ أيام «الحوار الوطني» للخروج من الأزمة تحت إشراف الرئيس السابق ليامين زروال، لم تطأ أقدام كثر من المعارضين محيط الرئاسة الجزائرية. لذلك سارع غزالي، لإعطاء انطباع بأنه لبى دعوة «هيئة المشاورات» لاعتبارات «أخلاقية». وقال رئيس الحكومة السابق الذي يصارع منذ سنوات للحصول على اعتماد لحزبه «الجبهة الديموقراطية»، أنه أبلغ بن صالح أن «النظام السلطوي بقدر رفضه النظر للتحديات بقدر ما نقترب من الصدمة». و معلوم أنه في ظل حكومة غزالي (1991 - 1992) أوقف المسار الإنتخابي الذي فازت به الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة. وقد يكون رفض جبهة القوى الإشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية، تلبية دعوة المشاورات، وراء قرار توسيعها لتشمل شخصيات محسوبة على «الرأي الأخر»، مثل عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لجبهة التحرير ورئيس الحكومة السابق وعراب التعددية مطلع التسعينات مولود حمروش، وربما الشيخ عبدالله جاب الله، ورؤساء سابقين للحكومة.