حذّرت «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة»، من تنامي نشاط الرياح السطحية، التي تثير الأتربة والغبار، وتؤدي إلى تدنٍ في الرؤية الأفقية على المنطقتين الشرقية والوسطى، إضافة إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة. فيما أكد الأطباء، على المرضى والمصابين بأمراض الربو وحساسية الصدر، بضرورة «توخي الحذر أثناء الخروج في مثل هذه الأجواء»، وسط تباين توقعات المختصين والخبراء، حول درجات الحرارة خلال فصل الصيف المقبل. وقال الناطق الإعلامي في الرئاسة الدكتور حسين القحطاني، في تصريح ل «الحياة»: «إن فصل الربيع الذي دخل رسمياً يوم السبت الماضي، يشهد عادة رياحاً نشطة مثيرة للأتربة، وعادة ما تشهد المنطقتان الوسطى والشرقية، رياحاً نشطة مثيرة للأتربة، تمتد حتى المناطق الجنوبية، وبخاصة نجران وشرورة». وعزا أسباب هذا الغبار إلى أن «التربة غير متماسكة، بسبب قلة الأمطار». وأوضح القحطاني، أن فصل الربيع، الذي يمتد حتى 21 حزيران (يونيو) المقبل، يشهد «استمرار عبور المنخفضات الحركية على مناطق شمال المملكة، مصحوبة بجبهات هوائية دافئة، ومن ثم باردة. وتصاحب هذه المخفضات عادة رياح جنوبية حارة وجافة، تستمر لأيام، ما يوهم بدخول فصل الصيف، وبخاصة في مناطق شمال المملكة، التي يظهر فيها التباين في درجات الحرارة بين وقت وآخر، وتحديداً في بداية هذا الفصل، إذ تتسبب هذه الرياح في إثارة العواصف الرملية. وما يزيد من فعالية هذه الظواهر نشاط محور منخفض البحر الأحمر على المناطق الساحلية، بصحبة رياح جنوبية رطبة، تسمى «الأزيب». وتتأثر في المرحلة الأولى من امتدادات هذا النشاط، مناطق غرب المملكة، ومن ثم ينتقل محور هذا المنخفض نحو وسط المملكة وشرقها، مع حركة المنخفض الحركي في شمال المملكة، المصحوب بكميات عالية من بخار الماء، التي تؤدي إلى تكون السحب، وتتطور أحياناً إلى سلسلة من الزوابع، تمتد من جنوب غرب المملكة، حتى مناطق شرق المملكة وشمالها الشرقي، مروراً بمنطقة الرياض. وتنتج منها عواصف رعدية ورملية». وذكر أنه «يتكرر حدوث هذه الظواهر الجوية على فترات خلال شهر نسيان (أبريل)، والنصف الأول من شهر أيار (مايو). وعادة ما تأخذ بداية هذا الفصل خصائص فصل الشتاء». بدوره، توقع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، أن تصل درجة الحرارة خلال فصل الصيف إلى «مستويات قياسية، تتراوح بين 50 درجة مئوية في الظل، وتصل إلى 80 درجة مئوية تحت أشعة الشمس، عند الأسطح السوداء، مثل الإسفلت، و70 درجة عند الأسطح البيضاء»، موضحاً أن التوقعات المبدئية لصيف هذه السنة تشير إلى أن درجة الحرارة المُقاسة ستكون «محسوسة ومرهقة». فيما امتنع القحطاني، عن الكشف عن توقعات الأرصاد لصيف هذا العام، موضحاً أن «الرئاسة ستصدر تقريراً مناخياً مفصلاً عن الأحوال المناخية في المملكة، يحمل توقعات تغطي 30 سنة مقبلة»، مضيفاً أن «الإعلان عن توقعات الأرصاد لصيف هذا العام، يتم بعد استشارات ودراسات متعددة، يتم البناء عليها». وحول الآراء والتوقعات التي أطلقتها مجموعة من المهتمين والخبراء، قال: «نحن جهة مسؤولة، ونهتم ونعتني في المعلومات الأكثر مصداقية. وهذا لا يقلل من شأن الآخرين، لكن نحن لدينا نظام معين، نعتمد عليه في ذلك». وبيّن أن منظمة الأرصاد العالمية، أعلنت خلال صيف العام الماضي، أن «مدينة جدة والعاصمة القطرية الدوحة سجلتا أعلى ارتفاعاً في درجات الحرارة في العالم، بعد أن وصلت في الأولى إلى 52 درجة مئوية».