يُجري مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) كريستوفر راي تغييرات تطاول أبرز مسؤولي المكتب، فيما يواصل الرئيس دونالد ترامب التنديد بما يعتبره «تحيزاً» ل «أف بي آي» ضده، داعياً إلى تبديلات في قيادته. وقال مسؤولون إن راي، الذي تسلّم منصبه في آب (أغسطس) الماضي، يبدّل اثنين من أبرز مساعديه، كانا رُقيا خلال عهد سلفه جيمس كومي. وهذه التغييرات ليست غير عادية عندما يتولى مدير جديد منصبه، لكنها مهمة في إطار ضغط عام يمارسه ترامب على راي، للتخلّص من مسؤولين كانوا مقربين من كومي الذي طرده الرئيس في أيار (مايو) الماضي. وأكدت وزارة العدل أن دانا بوينت، وهو مدع عام منتهية ولايته في مقاطعة فيرجينيا، تولى أيضاً منصب رئيس قسم الأمن القومي في الوزارة، سيصبح مستشاراً عاماً ل «أف بي آي»، مكان جيمس بيكر، وهو حليف لكومي كان ثُبت في منصبه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال راى إن رئيس مكتبه جيم ريبيكي أبلغه الشهر الماضي قراره العمل في القطاع الخاص. وسيخلفه زاكاري هارمون، وهو مسؤول سابق في وزارة العدل، عمِل أيضاً مع راي في القطاع الخاص. وواجه راي، الذي عيّنه ترامب، صعوبة في أداء مهماته، نتيجة هجمات شنّها الرئيس، إذ شكا من «تحيّز» المكتب، في التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر في شأن «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، واحتمال «تواطئها» مع حملة ترامب. في غضون ذلك، بثّت شبكة «أن بي سي نيوز»، أن مكتب مولر استجوب مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو. ونقلت عن مصدر قوله أن بومبيو «شاهد ثانوي» على إقالة ترامب كومي. أتى ذلك بعد تأكيد وزارة العدل الأميركية أن فريق مولر استجوب الوزير جيف سيشنز الأسبوع الماضي. وقال ترامب إنه «لا يشعر بقلق إطلاقاً» في شأن ما يمكن أن يكون سيشنز قاله أمام المحققين، فيما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن مولر يريد الاستماع إلى الرئيس في الأسابيع المقبلة. وكان سيشنز موضع شبهات، بعد لقائه مرات السفير الروسي السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك، قبل تعيينه وزيراً للعدل. وبذلك يكون سيشنز أبرز مسؤول في إدارة ترامب يستجوبه فريق مولر، علماً أنه كان قلّل مراراً من أهمية فكرة أن التدخل الروسي ساهم في انتخاب الرئيس. كما كان وزير العدل مسؤولاً عن فريق المستشارين في شأن السياسة الخارجية، التابع للحملة، بينهم جورج بابادوبولوس الذي أجرى اتصالات مكثفة مع الروس، وحاول ترتيب لقاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واعترف بابادوبولوس بكذبه على «أف بي آي» في شأن هذه الاتصالات. وقد يشمل اهتمام مولر بسيشنز معلومات قد تكون لدى الأخير في شأن محاولات يُشتبه في أن يكون ترامب أجراها لعرقلة التحقيق في «ملف روسيا»، علماً أن الوزير أدى دوراً رئيساً في عزل كومي. وفي آذار (مارس) الماضي، تنحى سيشنز عن التحقيق المرتبط بتنسيق محتمل بين حملة ترامب والكرملين.