شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً على مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، مشككاً في صدقيته وداعياً إلى «تنظيفه»، كما نفى أن يكون طلب من المدير السابق للمكتب جيمس كومي وقف تحقيق في شأن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين، الذي أقرّ بالكذب في ملف «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية. وكتب ترامب على موقع «تويتر» أنه بعد كومي، الذي طرده الرئيس في أيار (مايو) الماضي، باتت سمعة «أف بي آي» «في حالة يُرثى لها- الأسوأ في التاريخ!»، متعهداً «استعادة عظمة» المكتب. وشكّك في الدور «غير الشريف» للمكتب في التحقيق مع هيلاري كلينتون. وأعاد ترامب نشر تغريدة ورد فيها أن على المدير الجديد للمكتب كريس راي «تنظيف المنزل». وأضاف: «يكذب الجنرال فلين على أف بي آي فتُدمّر حياته، فيما تكذب المحتالة هيلاري كلينتون مرات ولا يحصل لها شيء. نظام مشوّه أم مجرد معايير مزدوجة؟». وتابع: «يتساءل كثيرون في بلدنا عما ستفعله وزارة العدل في شأن المحتالة الكبيرة هيلاري التي حذفت وأخفت تماماً أي أثر ل33 ألف رسالة إلكترونية، بعد تلقيها مذكرة استدعاء من الكونغرس الأميركي؟ لا عدالة!». وفلين هو أول مسؤول في إدارة ترامب يقرّ بذنبه في جريمة كشفت عنها تحقيقات مولر، إذ اعترف بكذبه على «أف بي آي» في شأن مضمون محادثاته مع السفير الروسي السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال الفترة بين انتخاب ترامب في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 وتنصيبه في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، كما وافق على التعاون مع القضاء، مؤكداً أنه تصرّف بناءً على تعليمات «مسؤول بارز جداً» في فريق حملة ترامب، والذي تكهنت وسائل إعلام بأنه جاريد كوشنر، صهر الرئيس وأبرز مستشاريه. وكان كومي أكد خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في حزيران (يونيو) الماضي، أن ترامب قال له في 14 شباط (فبراير) في البيت الأبيض، بعد يوم على إقالة فلين من منصبه مستشاراً للأمن القومي: «آمل بأن تجدوا طريقة للتخلي عن هذا (الأمر) وترك فلين وشأنه، إنه رجل جيد». لكن الرئيس نفى الأمر، إذ كتب على «تويتر»: «لم أطلب إطلاقاً من كومي وقف التحقيق في شأن فلين. إنها مجرد مزيد من الأنباء الكاذبة للتغطية على كذبة أخرى لكومي». وفي ردّ غير مباشر، كتب كومي على تطبيق «إنستغرام»: «ثلاثة أمور لا يمكن إخفاؤها: الشمس والقمر والحقيقة». وكان ترامب أوحى بأنه كان يعلم بكذب فلين على مكتب التحقيقات الفيديرالي لدى إقالته بعد 24 يوماً على توليه منصب مستشار الأمن القومي، إذ كتب السبت على «تويتر»: «اضطررت إلى إقالة الجنرال فلين، لأنه كذب على نائب الرئيس (مايك بنس) وأف بي آي. أقرّ بالكذب. هذا أمر مشين لأن تصرّفاته خلال المرحلة الانتقالية كانت قانونية. لم يكن هناك شيء ليخفيه». وسأل النائب الديموقراطي وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، ترامب: «إذا كان ذلك حقيقياً، فلماذا انتظرت كل هذا الوقت قبل أن تقيل فلين؟ لماذا لم تتحرّك حتى فُضحت أكاذيبه علناً؟ ولماذا ضغطت على المدير كومي من أجل التخلي عن ذلك (التحقيق)؟». وسارع البيت الأبيض إلى «نجدة» ترامب، إذ أبلغ مسؤولوه صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الرئيس كان يشير إلى إقرار فلين بكذبه على «أف بي آي» في شأن مضمون محادثاته مع كيسلياك. كما أعلن جون داود، المحامي الشخصي للرئيس، أنه صاغ التغريدة في شأن فلين، مقراً ب «خطئه».