رأى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاحه فعاليات «ملتقى الأعمال الأردني الأميركي الأول» في عمان أمس، أن «الربيع العربي أحدث سلسلة متنوعة من الأفعال وردود الأفعال، لكن الرسالة الرئيسية التي وصلت من كل الأماكن التي شهدت هذه التفاعلات، هي رغبة الناس بحياة أفضل وبتحقيق الأمن الاقتصادي، وبأن يكون لهم رأي مسموع في كيفية بناء المجتمعات، وبأن تحترم كرامتهم الإنسانية». وأضاف مخاطباً المؤتمرين الذين بلغ عددهم 150 شخصية من الشركات العالمية الكبرى وقيادات القطاعين العام والخاص في الأردن والولاياتالمتحدة: «صوت الشباب يشكل قضية أساسية في المنطقة، فهم يمثلون أكثر من ثلاثة أرباع السكان في الأردن، ويتوقعون بل يستحقون، فرصة لبناء مستقبل إيجابي ومزدهر»، واضعاً «مسؤولية بناء النمو الاقتصادي وتأمين فرص عمل على عاتق القطاع الخاص الذي يستطيع تحقيق الازدهار من خلال شراكات واستثمارات على مستوى العالم». ودعا رجال الأعمال الأميركيين الى «نقل فوائد الاستثمار إلى منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً أن «لا مكان مثل الأردن تتوافر فيه فرص عظيمة ومستدامة وناضجة». وقال: «لا يجب أن تثنينا الاضطرابات التي حدثت في الشرق الأوسط هذا العام عن النظر إلى ما توفره المنطقة من فرص، فهي تضم 350 مليون مستهلك، وموارد إستراتيجية رئيسة، وفرصة للتواصل مع 3 قارات، ونمواً اقتصادياً قياسياً، وقدرات هائلة أخرى»، مؤكداً أن «الشركات العالمية التي ستبادر للعمل المبكر معنا، ستبعث برسالة تؤكد حسن النوايا، وهي الرسالة التي سيتم التقاطها على امتداد المنطقة». واستعرض العاهل الأردني أمام المستمثرين الأميركيين في المؤتمر الذي يستمر يومين، ما يتمتع به بلده من «موارد بشرية مدربة ومؤهلة وقوانين مشجعة للاستثمار، إضافة إلى فرص استثمارية في قطاعات الطاقة والسياحة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات»، مجدداً «عزم الأردن على مواصلة الاصلاح الاقتصادي والسياسي الذي بدأه لسبب بسيط هو قناعتنا بأن مستقبل شعبنا يعتمد عليها». وتطرق عبدالله الثاني إلى ترحيب مجلس التعاون الخليجي بانضمام الاردن إليه، معتبراً أن ذلك «يؤكد موقع الأردن الإقليمي المميز، وأجواء الأمن التي يتمتع بها، وقدرته على النمو والتطور، ونحن متفائلون بالمستقبل». وتحدث في الإفتتاح أيضاً وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الاقتصاد والاعمال والزراعة روبرت هورماتس، متعهداً وقوف بلاده إلى جانب الاردن في السنوات المقبلة ك «صديق وحليف وشريك».ووصف التعاون الاقتصادي بين البلدين ب «العميق والدائم»، مشيراً إلى أن «الصادرات الاردنية الى الاسواق الأميركية زادت بنسبة 33 في المئة خلال الشهور العشرة الاولى من العام الماضي». وقال: «أما في سوق عمان المالية فبلغت قيمة الاستثمارات الأميركية 1.6 بليون دولار، ما يجعل الولاياتالمتحدة ثالث اكبر مستثمر في الأردن بعد السعودية والكويت». وأضاف: «على رغم ذلك، لا يزال هناك الكثير لفعله ولهذا سيتم في سياق المنتدى توقيع تسع صفقات بين شركات اردنية واميركية في مختلف القطاعات». وأكد المسؤول الأميركي فهم بلاده «التحديات الاقتصادية والاستراتيجية التي يواجهها الاردن الذي تعتبره مكاناً مفتوحاً للعمل والاستثمار لان التركيز يجب ان يكون على التجارة والاستثمار وليس على تقديم المساعدات». وسيشهد الملتقى توقيع اتقافات استثمار عدة بين الطرفين، تضاف إلى سلسلة الاتفاقات التجارية التي تربط البلدين وأبرزها اتفاق التجارة الحرة والمناطق الصناعية المؤهلة، التي رفعت حجم التبادل التجاري بينهما في شكل كبير في السنوات الماضية وصل الى 70 في المئة. كما بلغ حجم الصادرات الاردنية الى اميركا العام الماضي 2.2 بليون دولار.