أعلنت مصادر أمنية جزائرية، تعقب انتحاريين مفترضين منضوين في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في محيط محافظة قسنطينة شرق البلاد. ونشرت الشرطة مواصفات أحد الانتحاريين المفترضين ووزعتها على مقارها ضمن مراسلات داخلية، فيما كشف مسؤولون أمنيون جزائريون وتونسيون عن إرسالية بعثها زعيم «القاعدة» المغاربية لجماعات تونسية. ونقلت مصادر عدة أنباء عن تعقب قوات الأمن الجزائرية أثر انتحاريَين في شرق البلاد، وذلك بعدما رصدت أجهزة الأمن أخيراً، تحركات مشبوهة لمجموعة إرهابية تتنقل بين جبل الوحش في قسنطينة والمناطق الجبلية في ولاية سكيكدة، وهما محافظتان تقعان على بُعد 500 كيلومتر شرق العاصمة. وكان ساد اعتقاد أن الجيش أنهى بالتعاون مع قوات الأمن، حضور «داعش» في محيط قسنطينة بعد عمليات عسكرية وأمنية عدة. إلا أن أحد أفراد التنظيم تمكن من استغلال ثغرات في المحافظة، وقتل مسؤولاً كبيراً في الشرطة بيد أنه فشل في تنفيذ عملية انتحارية أمام المركز الأمني رقم 13 وسط المدينة. وقتل الجيش لاحقاً زعيم تنظيم «داعش» في الجزائر، كما أحبطت قوة عسكرية هجوماً انتحارياً قاده مسلحان في بلدة قرب محافظة قسنطينة، حيث سلم أحدهما نفسه، في حين فجّر الثاني حزامه الناسف أثناء مطاردة عسكرية، من دون أن يتسبب بسقوط قتلى غيره. وعُلم أن الانتحاري الذي فجّر نفسه يدعى «أبو الهيثم»، فيما يُكنّى الإرهابي الموقوف بعد أن سلّم نفسه ب «أبو صهيب». كذلك، حددت أجهزة الأمن هوية إرهابي آخر يدعى صقر عادل، وقالت إنه مرشح لتنفيذ هجوم انتحاري. وذكرت مصادر مأذونة أن هذه مجموعة إرهابية تضم صقر عادل، خططت لارتكاب هجوم في ولاية قسنطينة عشية ليلة رأس السنة، لكنها فشلت في القيام بذلك. في سياق متصل، تبدو المعطيات المسربة عن مهمة كُلِّف بها مساعد أمير تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أبو مصعب عبد الودود، قريبة إلى الدقة، بحكم تقارير سابقة تحدثت عن محاولة تقارب مع جماعات متشددة تونسية. وقالت أجهزة أمنية تونسية، إن مرسالاً يدعى بلال بن سعيد القبي، وهو من «الجزائريين الأفغان» يُرجح أن يكون تسلل إلى تونس لنقل رسالة من أبو مصعب عبد الودود. على صعيد آخر، أقلعت غالبية رحلات شركة الخطوط الجوية الجزائرية صباح أمس، بعد يوم كامل من الإضراب شل حركتها أول من أمس، لكن نقابة المضيفين أعلنت عن إضراب جديد. وكانت الشركة ألغت كل رحلاتها الدولية والداخلية انطلاقاً من مطار الجزائر بسبب إضراب «مفاجئ» لمضيفي الطيران الذي بدأ فجراً. ولم تقلع سوى رحلتين من العاصمة الجزائرية بعد أن استأجرت الشركة طائرتين لنقل مسافريها نحو فرنسا. كما طاول الشلل مطارات الجزائر الأخرى. وأقلع صباح أمس، الجزء الأكبر من الرحلات المعلنة مع تأخير بعضها، وفق موقع مطار هواري بومدين، ومواقع تتبع الرحلات الجوية. وصرح الأمين العام لنقابة مستخدمي الملاحة الجوية، كريم أوراد: «لسنا خارجين عن القانون، لقد أوقفنا الإضراب بسبب قرار العدالة»، ولكن «سنودع إشعاراً آخر بالإضراب». وتابع أن القانون الجزائري يعطي مهلة 21 يوماً بين الإشعار بالإضراب والدخول فيه، ولكن «خلال هذه المدة سنقوم بإضرابات من حين لآخر (من دون إشعار) ابتداءً من الأسبوع المقبل إذا لم تتصل بنا المديرية العامة للشركة». ويطالب المضربون بالرجوع إلى برنامج زيادة الأجور الذي وُقّع في كانون الثاني (يناير) 2017 من طرف الإدارة السابقة قبل أن يقوم المدير الحالي بخوش علاش، بتجميده.