في تظاهرات واسعة شملت مدنا سورية عدة، امتزجت فيها المطالب بإصلاحات ديموقراطية مع مطالب منح أكراد سورية حقوق سياسية أكبر وحق استخدام لغتهم الام، خرج عشرات الالاف أمس في «جمعة أزادي» او «جمعة الحرية» وسط انتشار أمني كثيف واعتقالات واسعة. وبحسب ناشطين وشهود، شهدت مدن حمص وأدلب وبانياس ودرعا والقامشلي أكبر تظاهرات، رغم انتشار الدبابات وقوى الامن في تلك المدن. وقال شهود إن قوات الشرطة تعاملت مع التظاهرات في البداية بالكثير من ضبط النفس ولم تتدخل وكانت تراقب عن كثب، لكن سرعان ما بدأ أطلاق نار مباشر على المتظاهرين ادى الى مقتل ما لا يقل عن 34، وإصابة عشرات آخرين، غالبيتهم في حمص ومعرة النعمان في جنوب ادلب. (راجع ص 4 و5) ونقل التلفزيون السوري في شريط عاجل ان «مجموعات مسلحة تستغل تجمعات للمواطنين في ريف ادلب واطراف حمص وتطلق النار على المدنيين وقوات الشرطة مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى» من دون ان يضيف اي تفاصيل. في حين تحدث شهود عن اعتقالات واسعة، بعضها لجرحى، ونقل جثامين قتلى من مستشفيات. وكان لافتاً أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت أنباء التظاهرات في عدة مدن، إلا أنها تحدثت عن «انحسار» أعداد المشاركين. في موازة ذلك، اعلن شيخ قراء بلاد الشام العلامة كريم راجح استقالته أمس احتجاجا على التعامل الأمني مع رواد الجوامع. وفيما يتوقع ان يفرض الاتحاد الاوروبي الاثنين عقوبات جديدة على مسؤولين في النظام السوري، قد يكون بينهم الرئيس بشار الاسد، اورد ناشطون من مختلف المحافظات السورية اسماء 11 قتيلا بينهم طفل في حمص (وسط) وعشرة قتلى في معرة النعمان، جنوب ادلب، في غرب البلاد. كما قتل شخص في مدينة الصنمين واخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)، وشخص في داريا، في ريف دمشق، وآخر في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) وشخصين في دير الزور (شمال شرق). وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان «الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء». وأفاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) ان «المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي»، ومعناها الحرية. وقال الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية(يكيتي) زردشت محمد إن «دورية من الامن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديموقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا»، مشيرا الى ان «قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق واشرطة». كما انطلقت تظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها أكثر من 3500 شخص، وتظاهرة في عامودا (شمال شرق). وحمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الأكراد لافتة كتب عليها: أريد أن أتكلم بلغتي». وتعد مواجهات أمس هي الأعنف منذ نحو أسبوعين. وقام التلفزيون السوري الرسمي ببث تقارير تلفزيونية من مختلف المحافظات السورية اظهرت تظاهرات «محدودة العدد» في حلب وحماة والميادين وحمص وعامودا ومدن اخرى. إلا انه كان لافتا إشارة مراسل التلفزيون في البوكمال (شرق) الى «خروج مجموعة من المخربين في البوكمال تضم العشرات قامت بحرق 4 سيارات وهاجمت مخفر الشرطة وقامت بتحطيمه». واضاف المراسل «ان المخربين فتحوا باب السجن حيث هرب 60 سجينا». في موازاة ذلك صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن «مجموعة إجرامية مسلحة أقدمت على إطلاق النار على الشرطي غازي أحمد حلاق على طريق جسر الشغور اللاذقية مساء الأربعاء ما أدى إلى استشهاده». الى ذلك، افاد مصدر عسكريسوري بأن وحدات الجيش والقوى الأمنية قبضت على «خلية إرهابية» أمس في منطقة الضمير قرب دمشق، وانها «ضبطت بحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات المعدة لاستهداف منشآت حيوية ومؤسسات رسمية حكومية بحسب ما كشفت عنه الاعترافات الأولية لعناصر الخلية الإرهابية». واضاف المصدر ان «هذه العملية جاءت في إطار استمرار الجيش والقوى الأمنية بتعقب المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الأبرياء وعكرت صفو أمن الوطن».