اعلن معاون وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط السفير محمد رضا شيباني أن المهمة الأساسية لزيارته لبنان امس هي حمل رسالة خطية من الرئيس محمود احمدي نجاد إلى نظيره اللبناني ميشال سليمان، مؤكداً أن «إيران تنظر بإيجابية إلى مجمل التطورات السياسية والشعبية التي تحدث في المنطقة، وأن تشكيل الحكومة يمكنه أن يساعد لبنان على عبور المرحلة السياسية، ونحن على أتم الاستعداد لدعم لبنان الشقيق في مجال عبوره من المرحلة التي يمر بها حالياً». ورافق شيباني الى قصر بعبدا وفد ضم مسؤول دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية فردوسي بور والمستشار عباس كول، والسفير الإيراني غضنفر ركن ابادي والقائم بأعمال السفارة مهدي شوتري. وتضمنت رسالة احمدي نجاد الى سليمان، بحسب بيان المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، دعوة إلى حضور مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب يعقد في طهران في 25 و26 حزيران(يونيو) المقبل. كما تناول اللقاء «الأوضاع والتحركات في منطقة الشرق الأوسط وفي الدول العربية، والتحركات الشعبية في اتجاه إسرائيل»، وجدد الموفد الإيراني وقوف بلاده إلى جانب لبنان مبدياً امله ب «تشكيل الحكومة بسرعة لمواكبة تطورات أوضاع المنطقة وتلبية طموحات اللبنانيين في الداخل». وزار شيباني رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجية وقال ان التطورات السياسية «ستُحدِث تغييرات أساسية وجذرية في المنظومة على صعيد المنطقة، وستؤدي إلى تحقيق الأهداف المحقة والمشروعة والعادلة لتطلعات أبناء المنطقة». واكد ان إيران «تدعم دائماً الوحدة الوطنية ووحدة الصف بين أبناء الشعب اللبناني، ونعتقد أن هذا هو العنصر الأساسي الذي يعين لبنان الشقيق في وجه التحديات في المرحلة المقبلة». وحول تشكيل الحكومة اللبنانية، أكد أن «إيران تعتبر وقبل أي شيء أن هذه المسألة داخلية تتعلق بالشعب اللبناني والإرادة اللبنانية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية»، مشدداً على أنه «لا يحق لأي قوّة خارجية أن تتدخل في الشؤون اللبنانية التي هي حق أساسي وراسخ وثابت للشعب اللبناني وقواه السياسية». وأضاف: «ولكن من ناحية مبدئية فإن الجمهورية الإيرانية ترى أن تشكيل الحكومة من شأنه أن يساعد لبنان إلى أقصى الحدود لعبور المرحلة السياسية التي يمرّ بها». ثم التقى شيباني رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في الرابية وقال انه شرح له «بشكل مفصل موقف إيران من كل الأمور والملفات. ولا شك في أن التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة حالياً بالغة الأهمية، وستترك الكثير من الانعكاسات في المستقبل على الكثير من شعوب المنطقة. والمنظومة السياسية التي ستتولى الحكم في المستقبل ستتناسب مع تطلعات شعوب هذه المنطقة وآمالها». وأضاف: «نحن على ثقة تامة بأن المستقبل المشرق المرسوم لهذه المنطقة سيشهد انحساراً تاماً للتدخلات والعبث الخارجي في ساحات الشعوب، التي سترسم مستقبلها ومصيرها». ورأى أن «الرابح الأساسي جراء هذه التطورات سيكون الشعب، أما الأطراف الأساسيون الخاسرون فهم الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني. والولاياتالمتحدة ستبادر إلى وضع عراقيل امام حركة الشعوب، وهذه الأطراف تعمل على إثارة النعرة الطائفية والمذهبية، وتستهدف القوى الحاضنة للمقاومة في هذه المنطقة، وأعتقد أن جولتي في لبنان الشقيق تعتبر فرصة سانحة لنشرح للمرجعيات السياسية والروحية الكريمة حقيقة التوجه الإيراني والنظرة الإيرانية إلى التطورات الإقليمية والدولية». وانتقل شيباني بعد ذلك إلى عين التينة حيث استقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور النائب علي حسن خليل. وقال شيباني: «بيّنت للرئيس بري أن إيران تعتقد أن هناك تناقضاً واضحاً وأن هناك ازدواجية في المعايير لدى الغرب ولدى الولاياتالمتحدة في مقاربة الملفات السياسية الإقليمية الحالية. والنموذج الأكثر وضوحاً عن هذه الازدواجية أن هناك موقفاً غربياً معيناً تجاه تحركات شعبية نشهدها في احد بلدان المنطقة بينما نجد موقفاً غربياً متناقضاً تماماً مع هذا الموقف تجاه الوضع السائد في بلد آخر يشهد التحركات نفسها. ولا يمكننا أن نشير إلا إلى مجريات الوضع الليبي حيث أن الغرب بادر إلى إرسال الأساطيل الجوية من اجل التحرك العسكري تحت لافتة الدفاع عن حقوق الشعب الليبي العادلة. بينما نجد في بلد آخر يشهد التحركات الشعبية السلمية نفسها، أن الغرب يلتزم جانب الصمت تجاه التدخلات العسكرية الأجنبية فيه، وأكثر من ذلك يتماشى مع هذا التدخل العسكري». وعما إذا كانت الزيارة معدة سابقاً أم أنها تزامنت مع زيارة السفير جيفري فيلتمان، قال: «اللقاء كان اعدّ له منذ أسبوعين، وعبر القنوات الديبلوماسية، أما إذا كان السفير فيلتمان بادر إلى جعل زيارته تتزامن مع زيارتنا، فإن هذا السؤال يوجه إليه وليس إلينا». وقال رداً على سؤال «إن الأميركيين يفقدون بسرعة كبيرة الموقع الذي كانوا يتمتعون به في هذه المنطقة. ونعتقد أن التطورات التي تشهدها المنطقة تعبر عن بروز الدور الشعبي والتعبير عن الإرادة الشعبية المستقلة لشعوب هذه المنطقة. وعندما تبرز هذه الإرادة لا يبقى هناك مكان للتأثير الأميركي أو للوجود الصهيوني. وهذا التهويل وهذه الصرخات التي تطلقها أميركا أشبه ما تكون بالصرخات التي يطلقها المقامر الذي خسر كل ما عنده على طاولة القمار». وزار شيباني الرئيس السابق اميل لحود، وعند الخامسة زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، فرئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط في كليمنصو. ويلتقي اليوم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي. ولم تطلب السفارة الإيرانية موعداً من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري للقاء شيباني.