أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في لندن امس اتفاقاً على تشكيل لجنة خبراء تصلح «عيوب» الاتفاق النووي المُبرم بين ايران والدول الست، والذي اعتبره مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، «كارثة» مؤكداً في اسرائيل أن بلاده «لن تسمح أبداً» لطهران بامتلاك سلاح ذري. تزامن ذلك مع موقف لافت لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اذ رأى أن إيران «لا تحترم» جزءاً من قرار أصدره مجلس الأمن، يحضّها على الامتناع عن تطوير صواريخ باليستية مصمّمة لحمل رؤوس نووية. الى ذلك، أعلن ناطق باسم مناورات ينفذها الجيش الإيراني في سواحل مكران وبحر عُمان، ان «سفينتين حربيتين تابعتين لقوات التحالف» اقتربتا من منطقة التدريبات أمس، لمراقبة السفن الإيرانية. وأضاف: «تعرّفت طائرات إيرانية بلا طيار الى السفينتين، ثم حلّقت طائرات إيرانية فوقهما ووجّهت إليهما تحذيراً، فغادرتا المنطقة». في لندن، رأى تيلرسون تقدّماً في نيل دعم اوروبي لتشديد عقوبات على ايران، لتجنّب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، علماً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أمهل الحلفاء الأوروبيين لبلاده 120 يوماً لإصلاح «عيوب جسيمة» في الاتفاق، وإلا انسحبت واشنطن منه. وقال الوزير بعد لقائه رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ومستشار الأمن القومي مارك سيدويل ووزير الخارجية بوريس جونسون، انهم اتفقوا على تشكيل فريق عمل من خبراء لإصلاح تلك العيوب. واضاف: «أعتقد بأن هناك وجهة نظر مشتركة بين أطراف الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بوجوب معالجة مجالات في الاتفاق، أو مجالات في سلوك ايران». وأبرز مخاوف في شأن برنامجها الصاروخي، الذي لا يشمله الاتفاق النووي، وتابع ان فريق العمل سيبدأ اجتماعاته الاسبوع المقبل، لمناقشة كيفية معالجة العيوب «من خلال نوع من اتفاق جانبي آخر ربما، او آلية تعالج مخاوفنا». وذكر ان واشنطن سترسل فريقاً ديبلوماسياً الى اوروبا، للبحث في الاتفاق النووي، وسبل مواجهة نشاطات طهران في المنطقة. الى ذلك، وصف بنس الاتفاق بأنه «كارثة» و»خاطئ»، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة «لن تصادق عليه بعد الآن». واضاف في خطاب امام الكنيست (البرلمان) الاسرائيلية: «إن لم يُصحّح الاتفاق، قال الرئيس ترامب ان الولاياتالمتحدة ستنسحب منه فوراً. لديّ وعد رسمي لاسرائيل، ولكل الشرق الأوسط والعالم: الولاياتالمتحدة لن تسمح ابداً لإيران بامتلاك سلاح نووي». وشدد على ان الادارة الأميركية «ملتزمة سنّ قيود فاعلة ودائمة على البرنامجَين النووي والصاروخي لإيران». أتى ذلك بعد ساعات على قول لودريان ان «مطالب» ترامب من الأوروبيين في شأن الاتفاق النووي «تشبه إنذارات احياناً»، مستدركاً انه «لم يخرق الاتفاق». واشار الى ان اجتماعاً مرتقباً للاتحاد الأوروبي في 12 ايار (مايو) المقبل، لدرس الردّ على مطالب ترامب، «سيكون مناسبة لإعادة تقويم الملف، مع الحزم إزاء ضرورة الحفاظ على الاتفاق الذي يشكّل عنصراً اساسياً في منع الانتشار النووي». واتهم طهران بأنها «لا تحترم» قرار مجلس الأمن الرقم 2231 الذي «يفرض قيوداً على تطوير قدرات باليستية». وزاد لودريان الذي سيزور طهران في 5 آذار (مارس) المقبل: «ستكون لدينا فرصة للتعبير مجدداً عن مخاوفنا وتساؤلاتنا ازاء محاولات ايران زعزعة الاستقرار في المنطقة، سواء في اليمن أو لبنان أو سورية». لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي رفض تصريحات الوزير قائلاً: «لم نجرِ مفاوضات في شأن قدراتنا الصاروخية والدفاعية، ولن نتحدث عن هاتين القضيتين مع آخرين».