من يجيد اللغة العربية حتماً سيتقن اللغات كلها قراءة وتواصلاً، الدكتور فهد العليان أحب العربية فأحبه كل شيء وأبدع في كل شيء، له حضوره في الشأن الأكاديمي، وله بصمات واضحة في الشأن الثقافي، خصوصاً في ما يتعلق بالقراءة ونشرها في المجتمع. ولأنه لا يهدأ أبداً ولا يركن إلى شيء ثابت، اختار الركوب في قطار المسؤولية الاجتماعية وعبر أكثر من محطة صنع إنجازاً وصافح إنجازات ليجعل منها واقعاً مكن كثيراً من الأفراد والمؤسسات في صياغة حياتهم للأفضل. عندما تستمتع للدكتور فهد سيأسرك هدوؤه وطرحه الرزين، وعندما تقرأ له ستجد المختصر المفيد، هو خير من يمثل أمه الوسطية، وخير من يعرف كيف تمسك العصا، لذا دائماً هو في المقدمة.. إلى الحوار: جيل الثمانينات، هل هو الجيل الذهبي في مجتمعنا؟ - لدي قناعة كبيرة بأن كل جيل يواجه تحديات ويجد أمامه فرصاً. جيل الثمانينات عاش بين جيلين القديم والحديث، عاش انتصار المنتخب بكأس آسيا وعاصر حرب الخليج الأولى، ومع ذلك، فإن أفراد كل جيل بأيديهم صناعة تاريخهم واغتنام الفرص، وهنا أتذكر قول المتنبي: لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال يرى البعض أن الفرص التي أتيحت لكم، لم تجتهدوا في إتاحتها للأجيال التي تلتكم؟ - لا أستطيع أن أعتبر هذا اتهاماً، لكنني - وعطفاً على ما سبقه من سؤال - أؤكد دائماً أن أمام كل جيل فرصا تظهر أمامه عليه أن يستفيد منها؛ وبالتالي فإن كل جيل عليه أن يبذل ما في وسعه لتحقيق طموحاته ثم عليه أن يعمل ما في وسعه للأجيال اللاحقة، وربما أقول: إن الأجيال اللاحقة لم تنتظر منا شيئاً، بل هي الآن تقفز خطوات جبارة إلى عالم سريع ومتغير ومتجدد. لماذا اخترت اللغة العربية كتخصص دراسة؟ - منذ البدايات في الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية، كنت أقف في الإذاعة المدرسية أقرأ مقدمة الطابور الصباحي مع عشق لمواد اللغة العربية، ثم أعقب ذلك الوقوف على خشبة المسرح في المرحلة المتوسطة، وبعد ذلك الحصول على المركز الأول في مسابقة الإلقاء في المرحلة الثانوية. كل ذلك جعلني أقف بين الشعر والنثر لأحقق رغبتي في الدراسة في (القسم الأدبي) على رغم اعتراض إدارة ثانوية القادسية على ذلك؛ لأن ترتيبي الثاني، فاستمرت هذه العلاقة الحميمة وحققت رغبتي في ذلك لأكمل الماجستير في علم اللغة التطبيقي ثم الدكتوراه في القراءة وفنون اللغة من جامعة أوهايو في أميركا. كيف هي حال تدريس اللغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا؟ - هذا سؤال في غاية الأهمية؛ ذلك أننا أمام مشكلة حقيقية في هذا الجانب، وكتبت قبل ما يزيد على عقد من الزمن مقالاً حول «القبول في كلية اللغة العربية وشروط القبول في كلية الطب»، طالبت فيه بأن توضع شروط محددة ودقيقة للالتحاق بأقسام اللغة العربية؛ لاعتقادي بأن من سيكون معلماً للغة العربية مثله مثل الطبيب الذي يداوي المرضى، فلا نسمح لشخص غير مؤهل بأن يكون طبيباً تحت أي عذر. ومن هنا لا نسمح لمن هو غير مؤهل في اللغة بأن يعلم أبناءنا بشكل غير صحيح ثم تتعاقب أجيال وأجيال تخطئ في همزة الوصل والقطع كما يحصل من (البعض) هذه الأيام، ثم إن هناك تبادلاً للاتهامات بين التعليم العام والتعليم الجامعي حول أسباب هذا الضعف! لكنني أقول: إن هذا الوضع يحتاج من الجميع إلى تصحيح وعمل جبار ليبقى تعلم وتعليم اللغة العربية في مسار جميل. توحيد المناهج ألا ترى فيه قتلاً للإبداع عند المعلمين؟ هل من خطر في منح الحرية في ذلك؟ - هذا يعتمد ويتقاطع بشكل كبير ودقيق مع برامج إعداد المعلمين التي من شأنها أن تزيل هذا القلق، بحيث يصبح المعلم والمعلمة قادرين على الخوض في التفاصيل والجزئيات؛ مما لا يكون فيه قتلاً للإبداع، ثم إن المعلم الكفء المميز المؤهل هو الذي سيكون قادراً على الإبداع مع طلابه ممسكاً بالخيوط العامة للمقررات الدراسية. لماذا البعض يتخوف من كلمة فلسفة ويرى فيها خطراً على مجتمعنا؟ - هناك توجس كبير من كلمة «فلسفة» ويبدو لي أن لها إيحاء سلبياً عند كثيرين ربما تاريخها أو ربما عبر تاريخنا نحن مع هذا التوجس والقلق. واقع اللغة العربية بين اللغات حتى في البلاد العربية يتراجع؟ - عندما يكون الحديث باللغة الإنكليزية في (بعض) مؤتمراتنا في البلاد العربية، فإن هذا يعد مؤشراً واضحاً على التراجع الذي تشير إليه في سؤالك، على رغم الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل ذلك، علماً بأن لغتنا العربية إحدى اللغات الرسمية الست في هيئة الأممالمتحدة، لكن القصور – للأسف – يأتيها (غالباً) من أبنائها حين تدار الاجتماعات في بعض الجهات باللغة الإنجليزية لوجود شخص واحد غير عربي أمام 20 آخرين من أبناء العربية! هل تزعجك لغة المذيعين والمذيعات عندنا؟ - قد تظن أنه من باب المبالغة إذا قلت لك: إنني في المرحلة الثانوية هاتفت أحد المذيعين معترضاً على نطقه لإحدى الكلمات بشكل غير صحيح. نعم، نحن – مع التقدير للأغلبية – نفتقد الجيل الأول من المذيعين الذين يتحدثون بلغة جميلة ورائعة بشكل تلقائي وغير متكلف. وهنا يقع اللوم على الجهات التي تختارهم من دون وضع محددات واضحة في ما يتعلق بالإتقان اللغوي. وفي الوقت نفسه، هناك أسماء لامعة وناجحة. اتجاهك لمشروع القراءة وحماستك له.. من كان وراءه؟ - عندما عدت من الولاياتالمتحدة الأميركية عام 1421ه، متخصصاً في القراءة وفنون اللغة، كانت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي أنشأها الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – كلفت بأمانة المشروع الثقافي الوطني التجديد الصلة بالكتاب، حينها قابلت المشرف العام على المكتبة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، فكلفت بإدارة المشروع الذي يسعى إلى نشر ثقافة القراءة بين مختلف شرائح المجتمع. وما زلت أسعى مع زملاء وزميلات إلى نشر هذه الثقافة بين الصغار والشباب مجتهدين في ذلك وفق ما لدينا من إمكانات، وما نحتاجه أكثر هو القناعات. هل صحيح أننا أمة لا تقرأ.. أم أننا أمة لا تجد ما تقرأ..؟ - لست على اتفاق تام مع هذه العبارة، ولست ممن يؤمن كثيراً بجلد الذات، صحيح أن لدينا عزوفاً عن القراءة بشكل عام، لكن في الوقت نفسه هناك شواهد على شغف الناس باقتناء الكتاب وذلك من خلال إحصاءات المبيعات في معارض الكتب خاصة معرض الرياض. أما ما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال، فإن هناك ضعفاً واضحاً – من وجهة نظري – في أدب الطفل؛ ومن هنا فإن المسؤولية مضاعفة على دور النشر في العالم العربي في سد هذا النقص. هل من خطر على المجتمع في الانفتاح على القراءة؟ - هناك خطر في أذهان وعقول (البعض) فقط، أما القراء فهي تهذب العقل، ثم إنها طريق التفوق والنجاح. دائماً، أستشهد بعنوان مؤتمر الجمعية العالمية للقراءة في الولاياتالمتحدة الأميركية «اكتب الماضي، واقرأ المستقبل». ومن هنا، فإن الأمة التي لا يقرأ أفرادها لن تدخل بوابة المستقبل. الخوف والقلق اللذان عشعشا عقوداً طويلة في الأذهان من خطر إتاحة الكتاب بين أيدي الناس جعلانا نتأخر كثيراً، بل لا يمكن أن ننسى أن كثيرين بحثوا عن رواية شقة الحرية للوزير القصيبي – رحمه الله - خارج الحدود. الآن، الكتاب والرواية متاحان أمام هذا الجيل بضغطة زر، ومن ثم على المربين وأولياء الأمور التوجيه فقط في الاختيار وقبل ذلك القدوة الحسنة. الكتاب الرقمي، هل يساعد في انتشار القراءة؟ - لست من الذين يتوجسون من الحديث حول الكتاب الإلكتروني، ولا أدخل في الجدل الدائر حول الأفضلية، بل ما يهمني كثيراً وأركز عليه أن يمارس الفرد – أي فرد – القراءة بالطريقة التي يحبها، سواء من خلال الكتاب المطبوع لمن يحب ذلك، أو من خلال الكتاب الإلكتروني. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أننا أمام جيل حالي ومستقبلي مختلف عن الأجيال السابقة من ناحية الالتصاق بالأجهزة الذكية ومن ثم علينا أن نتعامل معهم وفق هذه المعطيات. إلى أين وصل المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب؟ - يدرك المتخصصون والمهتمون جيداً أهمية القراءة وكذلك الكتابة إذ إنهما متلازمان غالباً، وهما أساس العلم والمعرفة. والجميع يدرك أن للقراءة أهمية حضارية كبرى. ومن هنا، فإن المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب – بوصفه مشروعاً يسعى إلى نشر القراءة بين أوساط جميع الفئات - مستمر في تقديم برامجه وأنشطته مثل: مهرجان القراءة الحرة لطلاب وطالبات التعليم العام، وملتقى تجاربهم في القراءة «مثقفو ومثقفات المملكة»، إضافة إلى المكتبة المتنقلة التي تتنقل بين مناطق ومحافظات المملكة، أيضاً مصادر التعلم المتنقلة «حافلتان في حدائق مدينة الرياض»، ومع ذلك، فإن هذه الجهود تحتاج إلى شراكات فاعلة وقناعة راسخة بها من تلك الجهات ومن العامة على حد سواء. هل تتمنى وجود هيئة مختصة بالقراءة والكتاب مستقلة تماماً؟ - بما أن هناك جهوداً جميلة متنوعة ومتفرقة في أنحاء وطننا الغالي كلها تهدف إلى نشر الوعي بأهمية القراءة وتهيئة الآليات المناسبة للقراءة لتكون ثقافة مجتمعية، فإن وجود مظلة تجتمع تحتها هذه الجهود يعد مطلباً ملحاً في هذا الوقت. في الإمارات هناك مشروع وطني للقراءة، هل لا بد من الحكومة من تبني مثل هذه المشاريع؟ - جميع الدول المتقدمة تؤمن إيماناً تاماً بدور القراءة في المجتمعات، وبالتالي فإن وجود المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يعد نواة وبذرة مناسبة جداً للانطلاق إلى مشروع أكبر في هذا المجال. تركز كثيراً على غرس حب القراءة عند الطفل، كيف ترى جهودنا في ذلك؟ - كما أسلفت في الأسئلة السابقة، هناك جهود مميزة لدى بعض الجهات، لكن يبقى الواقع أقل من الطموحات، إذ لا يجد أطفالنا من الجنسين ما يناسب ميولهم ورغباتهم. لدينا ضعف في هذا الجانب، ثم إن التعليم الابتدائي لا يغذي هذا الجانب، فأين المكتبات المدرسية المميزة؟ وأين هي الكتب الإلكترونية التي تتاح للصغار؟ أسئلة تبحث عن إجابات، مع الأمل بأن تنتشر أندية كتاب الطفل في كل المدارس، بل في الأحياء في المحافظات والمناطق كافة. وجود معارض الكتاب هل خدم القراءة كمشروع أم أنه خدم الكاتب كواجهة؟ - تبقى معارض الكتب عملا ثقافيا رائعا، وهي بلا شك دعمت انتشار الكتاب وخلقت مناخا جميلا خدم نشر القراءة، ويبقى القارئون دائما بانتظار إنتاج الكاتب المميز. متى سيصبح في كل حي مكتبة؟ - عندما نؤمن جميعا بأن القراءة طريق النجاح، وعندما يقتنع المعنيون بالشأن الثقافي بأن القراءة ليست ترفا! من يختار الكتب في المكتبات العامة وفي المساجد؟ - قبل أن نسأل عمن يختارها، لعلي أعيد السؤال لأقول: ما نوعية الكتب المتوافرة، وهل تناسب ميول ورغبات جميع شرائح المجتمع؟ ثم إن هناك فرقا كبيرا بين المكتبات العامة ومكتبات المساجد. المكتبات العامة دورها عام وكبير من حيث المحتوى، أما مكتبات المساجد – وهي قليلة – فهي ذات طابع واتجاه واحد بحسبما يراه إمام المسجد وليس وفقا لرغبات جماعة المسجد. المسؤولية الاجتماعية أنت أحد فرسانها.. كيف تقوم واقعها عندنا؟ - كتبت مقالا قبل سنوات بعنوان «قطار المسؤولية الاجتماعية» تحدثت فيه عن الانطلاقة للمسؤولية الاجتماعية في كثير من القطاعات. هناك حراك ولجان وبرامج في سبيل التنمية المستدامة. ويبقى الطريق أمامنا طويلا؛ إذ إن المسؤولية المجتمعية مستمرة وتبقى آمال الناس وطموحاتهم منها وفيها من دون سقف. يرى البعض أن كثيرا من مؤسسات المال والأعمال تحرص على المسؤولية الاجتماعية كدعاية فقط من دون الاهتمام بالأثر؟ - هذا يعيدني إلى إحدى مداخلاتي في أحد مؤتمرات مسؤولية الاجتماعية حينها قلت: أيهما يسبق الآخر العمل أم الإعلام؟ أنا مؤمن تماما بأن الإخبار والإعلام في برامج المسؤولية المجتمعية ليس عيباً، لكنني مؤمن في الوقت نفسه بأن العمل أولا ثم يتبعه الإعلام. أما ما يتعلق بالأثر فهذه قضية تحتاج إلى جهد متواصل ودراسات علمية. برامج المسؤولية الاجتماعية في بلادنا، ماذا ينقصها..؟ - في بلادنا – بفضل الله – برامج وأنشطة كثيرة تقوم بها كثير من الجهات تحت إدارات المسؤولية الاجتماعية، وهي – في ظني – جهود تذكر فتشكر. وتحتاج – في رأيي – إلى تنسيق الجهود والتكامل في التنافس؛ من أجل أن تترك أثرا ملموسا، وحتى تكون موزعة على مختلف مناطق ومحافظات المملكة؛ ومن هنا، فإن وجود مظلة عامة للمسؤولية الاجتماعية تجمع هذا الشتات يعد أمرا مطلوبا. ألا تشعر بأن الحي عندنا فقد تلك اللحمة والقرب الاجتماعي بين أفراده؟ كيف لنا أن نستعيد ذلك؟ - قد أكون مجانبا للواقع، إذا قلت: نستعيد ذلك، حين تعود العلاقة بين الجيران إلى عهودها السابقة؛ لأن وسائل التواصل اختلفت عن ذي قبل. الآن نحن أمام وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة، فلا بد من تفعيلها والاستفادة منها في تعزيز القرب الاجتماعي بين الجيران والأقارب. مواقع التواصل الاجتماعي هل خدمت المجتمع أم أدخلته في صراعات لا داعي لها؟ - بلا شك خدمت المجتمع وسهلت سبل التواصل، وفي الوقت نفسه انشغل البعض – للأسف – في بث الإشاعات ونقل الرخيص من المعلومات من دون تمحيص أو تأن. كيف تقرأ تسارعنا نحو الترفيه والحياة الطبيعية؟ هل من توجس يلوح لك؟ - جميل جداً أن تجد الأسرة في السعودية ما تقضي به وقتاً للترفيه بحضور جميع أفرادها داخل حدود الوطن. والتوجس أن تكون الغاية من الترفيه الكسب المادي! كيف نضمن تجانس الأفكار في المجتمع وقدرة كل طرف عل ممارسة حياته وتنفيذ مشروع من دون ضرر أو ضرار؟ - حين نؤمن جميعاً بأن الجميع يعمل من أجل الوطن وأبناء وبنات الوطن. لماذا أنت عصي على التصنيف، فلا نعرف لك توجهاً معيناً بين التيارات؟ - لأنني غير مؤمن بالتصنيف ولا طائل من هذه التيارات، بل مقتنع تماما بأن الجميع في سفينة الوطن، ونجاة السفينة مسؤولية الجميع. ابتعادك عن الأجواء الأكاديمية هل كان قرارا صعبا؟ - ابتعادي الجزئي صعب، وابتعادي الكلي سيكون مؤلما! رسائل إلى: مكتبة الملك عبدالعزيز إسهامات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في نشر المعرفة والثقافة أمر مشاهد، وتبقى الحاجة ملحة في وجود فروع للمكتبة في مدن المملكة الكبيرة؛ لتنتشر مشاريعها وبرامجها. معرض الكتاب الجميع ينتظره بشوق بالغ كل عام، وسيبقى الأمل – الذي أكرره دائما - أن يكون مقر المعرض في الرياض بجوار سوق عائلية وأماكن للترفيه لتقضي العائلة يوما استثنائيا بين الكتاب والتسوق والترفيه الجميل. النادي الأدبي دور النادي الريادي في الحركة الثقافية يتطلب منه أن ينتقل إلى الفضاء الأرحب وإلى التنويع في البرامج والأسماء بعيداً عن التكرار في الموضوع والضيف. القناة الثقافية انطلقت القناة في وقت كان الجميع بحاجتها وينتظرها، والآن يشعر الجميع بأن القناة تحتاج إلى التجديد خصوصاً مع كثرة القنوات وشدة المنافسة. مشروع نيوم مشروع يرسم مستقبلاً مشرقاً لبلد الخير والنماء يحققه مجتمع حيوي، من أجل اقتصاد مزدهر في وطن طموح. القطاع الخاص يعول الكثيرون على القطاع الخاص في دعم برامج ومشاريع المسؤولية الاجتماعية؛ ومن هنا يبقى استمرار مجال المسؤولية الاجتماعية رافداً ضرورياً في التنمية المستدامة من أجل النماء والبناء. الجامعات الجميع يتحدث عن الوظائف الأساسية للجامعة، وهنا يبقى دور الجامعة الثقافي جزءاً من دورها الريادي في خدمة المجتمع، فالحاجة ملحة إلى أن تمتلئ قاعاتها بالندوات والمؤتمرات النوعية. ملامح - انطلقت للحياة في مدينة بريدة عام 1388ه، وبعد أن أنهيت الصف الأول الابتدائي انتقلت العائلة يقودها جدي رحمه الله إلى الرياض عام 1395ه. - أكملت دراستي في مدارس التعليم العام وحصلت على الثانوي في القسم الأدبي وكنت – بفضل الله – من العشرة الأوائل. ثم أكملت البكالوريوس والماجستير في جامعة الإمام. - بعد ذلك أوفدت للعمل في معهد العلوم الإسلامية والعربية في واشنطن لتعليم اللغة العربية لغير العرب، ثم التحقت بالبعثة لدراسة الدكتوراه في كلية التربية بجامعة أوهايو، وحصلت عليها في تخصص القراءة وفنون اللغة عام 1421ه. - بعد العودة للوطن، بدأت بالتدريس في مرحلة البكالوريوس، ثم عملت مستشارا غير متفرغ في وكالة وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية، ثم عينت وكيلاً لعمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر، إضافة إلى تكليفي مديرا للمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. - شاركت في العديد من اللجان، إذ شاركت في تحليل المناهج الدراسية للولايات المتحدة الأميركية لمناقشة قرار المجلس الأعلى للتعاون الخليجي الخاص بالتعليم والدراسة التي أعدت عن التطوير الشامل للتعليم بدول المجلس. - شاركت في الحراك الثقافي الاجتماعي في الأندية الرياضية. - كنت أحد أعضاء اللجنة العلمية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وذلك ابتداء من اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري «التعليم العام.. الواقع وسبل التطوير». - في مطلع عام 2008، انتقلت للعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية إذ أصبحت رئيساً لمجموعة المسؤولية الاجتماعية في بنك الجزيرة. وشاركت في اللجنة المشكلة في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء لإعداد استراتيجية وطنية للمسؤولية الاجتماعية. - كما شاركت في العديد من اللقاءات والمؤتمرات، إضافة إلى بعض المساهمات العلمية في الأبحاث المتخصصة في ميدان القراءة وتحكيم الدراسات والرسائل العلمية، إلى جانب عضوية الجمعيات العلمية.