خصّت إسرائيل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس «مهندس الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل» و»الحاج المسيحي»، وفق توصيف الصحف، بترحيب حار «تقديراً لدوره في اتخاذ القرار التاريخي»، فيما رد الضيف بالتزام صريح نقل السفارة الأميركية إلى القدس قبل نهاية العام المقبل، وقال: «شرف لي أن أكون في عاصمة إسرائيل». واستهل بنس زيارته بلقاء نتانياهو في مكتبه حيث استقبله الأخير قائلاً: «رحّبتُ هنا بمئات القادة في عاصمة إسرائيل، القدس، لكنها المرة الأولى التي يمكننا أن نقول هذه الكلمات الثلاث، القدس عاصمة إسرائيل»، وقال: «إننا على أعتاب مرحلة جديدة من محاولات تحقيق السلام وحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي». وردّ بنس بأنه «شرف كبير لي أن أكون في عاصمة إسرائيل، القدس»، معتبراً أن من شأن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل أن «يساعد في تعجيل مفاوضات السلام». ثم انتقل بنس إلى مقر الكنيست ليلقي خطاباً، وافتتح نتانياهو الكلمات مؤكداً أن «الاعتراف التاريخي بالقدس سيحظى بمكانه المناسب ضمن القرارات التأسيسية في تاريخ الصهيونية والشعب اليهودي». وأضاف: «نصبو إلى سلام قابل للعيش للجميع، بما في ذلك الفلسطينيون، والأساس لهذا السلام هو الاعتراف بدولة إسرائيل، لكن لا بديل في عملية السلام عن دور الولاياتالمتحدة التي ستبقى القوة الرائدة في العالم لأجيال وأجيال». وتابع أن «دولتينا تواجهان معاً الخطر الأكبر على دول العالم الحر والعالم بأسره، هو النظام الإيراني، لكننا سنلجم هذا الخطر». وفيما همّ بنس لإلقاء كلمته، استقبله نواب القائمة العربية المشتركة بلافتات «القدسالشرقية عاصمة فلسطين» مع صورتين للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، قبل أن يغادروا القاعة احتجاجاً على «إعلان ترامب»، ثم أصدرت القائمة بياناً اعتبرت فيه نائب الرئيس «ضيفاً غير مرغوب فيه، وزيارته تستهدف القضاء على إمكان التوصل إلى سلام عادل وتصب الزيت على نار الصراع». وتعهد بنس أن تبقى بلاده «ملتزمة تحقيق السلام النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين ولن تتنازل أبداً عن أمن دولة إسرائيل، وأي اتفاق سلام يجب أن يضمن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بنفسها». وحضّ القيادة الفلسطينية على العودة إلى طاولة المفاوضات». واعتبر أن ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل «صحح غبناً امتد 70 عاماً»، وتعهد بانتقال السفارة الأميركية إليها قبل نهاية العام المقبل، لافتاً إلى أن واشنطن ستدعم حل الدولتين إذا رغب به الجانبان (الإسرائيلي والفلسطيني). وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، أكد بنس أن بلاده «ستنسحب منه فوراً في حال لم يتم تعديله»، وقال: «اليوم نلتزم بصدق أمام إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره بأن الولاياتالمتحدة لن تسمح أبداً لإيران بالحصول على سلاح نووي، ولن نحتمل دعم إيران للإرهاب». الفلسطينيون يحتجون بالتظاهر والإضراب رام الله - محمد يونس استقبل الفلسطينيون زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس القدسالشرقيةالمحتلة أمس، بالاحتجاج والدعوة إلى إضراب شامل اليوم. إذ تظاهر عشرات في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وداسوا صوره بالأقدام، فيما أحرقها آخرون في ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم التي كان من المقرر أن يزورها قبل أن ترفض السلطة الفلسطينية استقباله عقب اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل». ودعت حركة «فتح» إلى إضراب شامل اليوم يطاول القطاعات والمؤسسات كافة باستثناء وزارتي الصحة والتعليم، احتجاجاً على الزيارة، وتنديداً بإعلان ترامب، وتنفيذاً لقرارات المجلس المركزي بتفعيل المقاومة الشعبية السلمية التي «بدأت أمس القوى والفصائل الوطنية سلسلة لقاءات لمناقشة سبل تعزيزها»، وفق ما قال عضو اللجنة المركزية للحركة جمال محيسن.