قال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر اليوم (الاثنين) إن مشرعين أميركيين توصلوا إلى اتفاق لإعادة فتح الحكومة الاتحادية، بعد ثلاثة أيام من إغلاق أثاره مأزق في شأن الهجرة وأمن الحدود. وأوضح شومر: «سنصوت اليوم لإعادة فتح الحكومة»، مشيراً إلى أنه توصل الى ترتيب مع زعيم الجمهوريين ميتش مكونيل في مجلس الشيوخ، لإتاحة تمويل للإبقاء على عمليات الحكومة حتى الثامن من شباط (فبراير). ولزم مئات الآلاف من موظفي المؤسسات الفيديرالية الأميركية منازلهم من دون رواتب اليوم، بسبب عدم توصل الكونغرس الأميركي ليلة الأحد- الاثنين إلى اتفاق ينهي إغلاق مؤسسات الحكومة الاتحادية، إذ تم تأجيل التصويت حتى ظهر الاثنين. وعلى رغم إعلان قادة الحزبين الجمهوري والديموقراطي تسجيل تقدم على خط المفاوضات في نهاية الأسبوع، إلا أنهم أجلوا التصويت الذي كان مقرراً أن يجرى الساعة الواحدة (06.00 ت غ) 11 ساعة حتى ظهر الإثنين (17.00 ت غ). وهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب «الديموقراطيين» واتهمهم بإعطاء الأولوية لغير المواطنين على حساب الأميركيين وإغلاق مؤسسات الحكومة خدمة «لقاعدتهم اليسارية المتطرفة». وكتب على «تويتر»: «لا يريدون القيام بذلك، لكنهم عاجزون» في إشارة إلى القيادة الديموقراطية في الكونغرس. وتطغى هذه الأزمة التي تشهدها البلاد للمرة الأولى منذ 2013، في شكل كبير على الاحتفال السبت بالذكرى السنوية الأولى لتولي ترامب الرئاسة الأميركية. وبعد جلسة خاصة للكونغرس في نهاية الأسبوع، شهدت تبادلا للاتهامات بين المعسكرين السياسيين، وعد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في خطاب أمام المجلس بمعالجة القضايا الرئيسة التي تثير قلق الديموقراطيين، ولا سيما تعديل قوانين الهجرة. ورد شومر بالقول إنه «يسره متابعة النقاش مع زعيم الغالبية في شأن إعادة فتح مؤسسات الحكومة». وكان من المتوقع التوصل في نهاية الأسبوع إلى اتفاق ينهي إغلاق المؤسسات الحكومية الاتحادية المستمر منذ منتصف ليل الجمعة - السبت، بعد ان اجتمع ممثلون عن الحزبين لساعات في محاولة لايجاد مخرج للازمة، الا ان جهودهم باءت بالفشل. والاثنين، اتهمت الناطقة باسم البيت الابيض سارة ساندرز الديموقراطيين ب«القيام بألاعيب». وقالت لبرنامج «غود مورنينغ اميركا» (صباح الخير أميركا) على شبكة «ايه.بي.سي» التلفزيونية إن «تركيز الرئيس ينصب على ضمان إعادة فتح المؤسسات الحكومية. من المشين أن الديموقراطيين يأخذون أمننا القومي رهينة». وكان ترامب دعا صباح الأحد قادة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ إلى إدراج تعديل إجرائي على قوانين المجلس، بما يسمح بتمرير الموازنة بموجب تصويت بالغالبية البسيطة (النصف+1) أي غالبية 51 صوتاً ضمن خياراتهم. إلا أن قادة المجلس يلتزمون الحذر حيال تلك الخطوة التي قد تؤدي إلى سابقة قد تتكرر في المستقبل أو عندما تتغير الغالبية الحزبية في المجلس. كما دخلت مسألة المهاجرين غير المسجلين في صلب الخلاف بين الحزبين. ويتهم الديموقراطيون الجمهوريين بتقويض امكان التوصل إلى اتفاق والسعي لارضاء القاعدة الشعبية لترامب برفضهم دعم برنامج يهدف إلى حماية برنامج «داكا» الذي يجيز لمئات الآلاف المهاجرين الشباب الذين دخلوا البلاد خلافاً للقانون عندما كانوا أطفالاً العمل والدراسة في الولاياتالمتحدة. ويرفض الديموقراطيون طلب تمويل اتحادي موقت ما لم يعالج مسالة المهاجرين ضمن برنامج «داكا» لخشيتهم من عدم تحرك القادة الجمهوريين لحمايتهم قبل ترحيلهم الذي سيبدأ في آذار (مارس). وكان ماكونيل قام بمبادرة تجاه الديموقراطيين بتعهده أمام المجلس معالجة مسألة الهجرة في الوقت المناسب. وقال ماكونيل: «ما لم تحل هذه المسائل قبل انتهاء مهل إقرار الموازنة في 8 شباط (فبراير)، بما يضمن فتح الحكومة، سأعمل على طرح التشريعات المتعلقة ببرنامج داكا وامن الحدود وغيرها من القضايا ذات الصلة». إلا ان هذا الوعد لا يلبي تطلعات الديموقراطيين في المجلس، إذ أعلن الجمهوريون أن أي اتفاق في مجلس الشيوخ لمعالجة مسالة الهجرة لن يكون ملزما لهم. وتستمر الخدمات الفيديرالية الاساسية كما والاعمال العسكرية بالعمل على رغم هذا الإغلاق، علماً بأن الجنود لن يحصلوا على رواتبهم ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح المؤسسات الحكومية. وشهدت الولاياتالمتحدة منذ 1990 أربع حالات إغلاق مشابهة أجبر آخرها أكثر من 800 ألف موظف حكومي على أخذ إجازة موقتة. ويحظى الجمهوريون بغالبية صوت واحد في مجلس الشيوخ، لذا عليهم استمالة الديموقراطيين من أجل تأمين غالبية من 60 ًصوتا يتطلبها المضي باجراء التمويل الموقت. وفي تحرك يظهر حدة الاصطفافات السياسية في الولاياتالمتحدة، تظاهر السبت مئات الآلاف في المدن الأميركية الكبرى ضد الرئيس الاميركي وسياسته ودعماً لحقوق النساء. ونظمت تظاهرات جديدة في لاس فيغاس الأحد للدفاع عن حقوق النساء والاحتجاج ضد ترامب في ذكرى مرور عام على توليه السلطة.