«مصر الصغيرة» و«جنة الأرض» اسمان أطلقا على بساتين «المثناه» التي لم يبق منها سوى مساحات متواضعة يحيطها هدوء مطبق تخترقه شقشقة العصافير وأسوار من الطوب وأخرى طينية من الجهات الأربع، من إنتاجها ما لذ وطاب من العنب والرمان الطائفي إلى جانب الخوخ والورقيات وفاكهة متنوعة، وتضم مسجد «عداس»، إضافة إلى «البستان» الذي استراح فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إبان دعوته أهالي الطائف للإسلام. وحول اندثار غالبية بساتين المثناة، أوضح أحد السكان دسمان القرشي أن الرقعة الخضراء لم تقتصر على المثناة بل امتدت حينما كان المجتمع قروياً زراعياً بسيطاً وعانقت حي شبرا مروراً بالسليمانية والمنطقة التاريخية، مبيناً أن زيادة عدد السكان جاءت نتيجة هجر البدو الرحل للصحاري والقفار واستقرارهم في الطائف. واتخذت الجهات المسؤولة إجراء تم من طريقه توجيه المياه التي ترتوي بها البساتين لسد حاجة الإنسان أولاً، ولم تستطع الأشجار مقاومة العطش الذي افقدها رونقها وخضرتها وعجل بخطاها إلى «الموت». وأبان المؤرخ عيسى القصير أن عدد بساتين المثناة تجاوز ال150 بستاناً، ولم يتبق منها كأملاك خاصة سوى ثلاثة فقط، إذ امتدت إليها يد الاستثمار وحولتها إلى استراحات ومبان سكنية ومحال تجارية.