حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من «خيار نووي» في حال استمرار شلل الحكومة، معلناً أن الجمهوريين سيعمدون إلى تمويل الحكومة، عبر تغيير قوانين مجلس الشيوخ، والتي تتطلب الآن غالبية كبيرة لتمرير الاعتمادات. وكتب ترامب على موقع «تويتر» أن «الديمقراطيين يريدون دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادنا من دون رقابة، وإذا استمر الشلل، فسيذهب الجمهوريون إلى 51 في المئة (الخيار النووي) والتصويت على موازنة حقيقية طويلة الأمد». وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن ترامب «يتذمر ويمتعض» في شكل متزايد في الساعات الأخيرة من استمرار الإغلاق الحكومي، والذي ستتزايد مضاعفاته مع غياب آلاف الموظفين عن الدوائر الفيديرالية اليوم، إلا في حال استنبط الكونغرس حلاً تشريعياً في اللحظة الأخيرة، يعيد فتح أبواب الحكومة الفيديرالية صباحاً. وفي حين أكد زعيم مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل أنه سيقدم تشريعاً للتصويت فجر اليوم، رسمت الدوائر الفيديرالية، بينها الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع، خططاً احتياطية للإقفال، في حال فشل الكونغرس في الموافقة على موازنة موقتة للتمويل تستمر حتى 8 شباط (فبراير) المقبل. وأمام هذه الفوضى، أكد البيت الأبيض أن سفر ترامب للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بعد غد بات موضع بحث، بعد وقف نشاطات الحكومة الاتحادية. كما ألغى ترامب رحلته إلى فلوريدا، للمشاركة في حفلة ضخمة في ذكرى مرور سنة على تنصيبه، وفاق سعر التذاكر لحضورها 200 ألف دولار. وأوردت «نيويورك تايمز» أن الرئيس تذمّر لمساعديه من غيابه عن الحفل. وأضافت أن ترامب في مزاج سيئ ويقضي نهاره يشاهد التلفزيون في البيت الأبيض، ويغتاظ من تقارير تبث لقطات له عام 2013، وهو يقول إن الرئيس الأميركي يتحمل مسؤولية الإغلاق الحكومي، في إشارة إلى سلفه الديموقراطي باراك أوباما. أما الآن فيتهم الرئيس الأميركي الديموقراطيين بأنهم يضعون السياسة فوق المصلحة العامة للشعب. كما حمّل الديموقراطيون ترامب المسؤولية لرفضه اقتراحاً مشتركاً للموازنة قُدم إليه من أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، والذي تضمن تمويلات لحماية المهاجرين الشباب إلى الولاياتالمتحدة. وتعهد قياديو الحزبين في مجلس الشيوخ الاستمرار في المحادثات لتسوية الأزمة، وهذا ما لقي استحسان مدير الموازنة في البيت الأبيض ميك مولفاني الذي أعرب عن تفاؤله حيال التوصل إلى تسوية قريبة. ويواجه مئات الآلاف من الموظفين في المؤسسات والأجهزة التابعة للحكومة الفيديرالية في الولاياتالمتحدة، خطر إغلاق مواقع العمل الحكومية بداية من صباح اليوم. وبذلك يكون الإغلاق الحكومي المحتمل هو الأول الذي تتعرض له البلاد منذ خمس سنوات، إذ توقف العمل 16 يوماً في مؤسسات الحكومة الفيديرالية عام 2013. *ماي تحاول تنقية الأجواء مع ترامب أفادت مصادر بريطانية بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستحاول تنقية الأجواء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائهما في منتدى «دافوس» السويسري هذا الأسبوع، كما تأمل بأن يساهم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في ذلك. في السياق ذاته، يأمل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بأن يراجع ترامب قراره إلغاء زيارته لندن، لافتاً إلى أن ذلك «يمكن أن يؤذي المصلحة الوطنية»، ومنبهاً إلى أن استمرار التوتر «يقوّض العلاقات الاقتصادية الاستثنائية» بين البلدين. وأشار جونسون إلى أن «ترامب هو الرئيس المنتخب لأبرز وأقوى ديموقراطية في العالم، ولبلد هو أقرب حلفائنا»، مهاجماً رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، قائلاً إن «منتقدي مبدأ زيارة الرئيس (ترامب) لا يدركون أهمية المصالح البريطانية». ورفض اتهامات وُجهت إلى ترامب ب «عزل أميركا»، معتبراً أن إدارته «تستحق الاحترام والتقدير». وكان الرئيس الأميركي رفض المشاركة في الافتتاح الرسمي لسفارة بلاده في العاصمة البريطانية، إذ كتب على موقع «تويتر»: «لست شديد الإعجاب ببيع إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما أفضل وأرقى سفارة في لندن، لقاء مبلغ زهيد، فقط لتشييد مبنى جديد في مكان ناءٍ كلّف 1.2 بليون دولار». لكن السفارة أعلنت أن المشروع أُعدّ عام 2007، قبل تولي أوباما الحكم، ونُفذ «في إطار الموازنة المرصودة له». ويرى كثيرون أن استياء ترامب من كلفة السفارة هو مجرد غطاء للسبب الحقيقي لتأجيله زيارته بريطانيا، أو إلغائها، إذ يدرك أنها ستثير احتجاجات ضده. كما أفادت معلومات أميركية بأن الرئيس لا يزال غاضباً جداً من طريقة تعامل بريطانيا مع قبوله دعوة ماي لزيارة لندن، إذ أعلن رئيس مجلس العموم (البرلمان) جون بيركاو في شباط (فبراير) 2017 أنه «يعارض بقوة دعوة الرئيس الأميركي إلى مخاطبة البرلمان»، مشدداً على أهمية «مواجهة العنصرية والتمييز الجنسي». كما أعلن رئيس بلدية لندن صادق خان أنه لا يرحب بزيارة ترامب، داعياً إلى تنظيم تظاهرات في العاصمة ضده. ويرى آخرون أن أكثر ما يزعج ترامب، تقريرٌ وضعه الضابط السابق في الاستخبارات الخارجية البريطانية كريستوفر ستيل، يؤكد فيه كل المعلومات المتعلقة بالدعم الروسي له خلال حملته الانتخابية. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية عن مقربين من ترامب قولهم إنه يردد أن «البريطانيين ليسوا مهتمين بي، وأنا لست مهتماً بهم».