القاهرة، واشنطن، موسكو - رويترز، أ ف ب، يو بي أي - افادت قناة «أي بي سي» الإخبارية الأميركية بأن واشنطن تبحث في انحاء العالم عن عناصر محتملين في تنظيم «القاعدة» وردت اسماؤهم في وثائق ضبطت خلال عميلة تصفية اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من الشهر الجاري. ونقلت القناة عن مصادر حكومية رفضت كشفها قولها إن «مجموعة خاصة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) اطلق عليها اسم ميديا اكسبلويتيشن تاسك فورس تعمل على مدار الساعة لمحاولة تحديد ما اذا كانت الاسماء حقيقية او مستعارة، ويتحققون من احتمال وجود اعتداء قيد التحضير او التنفيذ». وأشارت الى ان مسؤولي المجموعة اتصلوا بالاستخبارات البريطانية والكندية لمساعدتهم في تحديد هوية الاشخاص التي وردت اسماؤهم في الوثائق، وأن اسماء العناصر المفترضين أُضيفت الى لوائح الارهابيين، و «تحقق الاستخبارات الاميركية حالياً في احتمال وجود اي من هؤلاء العناصر في الولاياتالمتحدة، الآن». في غضون ذلك، أكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان «الوقت حان لالتزام الصمت» في شأن تفاصيل الغارة التي نفذتها وحدة كوماندوس اميركية لقتل بن لادن، باعتبار ان «تسريبات معلومات عن الهجوم الى الصحف تسيء الى عمليات مقبلة مماثلة». وقال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية المشتركة الأميرال مايك مولن: «وصلنا الى نقطة قد نسيء فيها الى قدرتنا الثمينة على شن غارات من هذا النوع، وهو امر لا يمكن ان نسمح به لأن المعركة لم تنته». وسرب مسؤولون اميركيون طلبوا عدم كشف هوياتهم منذ الغارة تفاصيل دقيقة لمجرياتها الى الصحف، ما دفع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى ابداء قلقه منها، وأسفه لنكس اتفاق حصل في غرفة العمليات في البيت الابيض حيث اجتمع الرئيس باراك اوباما مع ابرز وزرائه ومسؤوليه لمتابعة مجريات العملية مباشرة بعدم الحديث عن التفاصيل العملانية، معلناً ان التكتم لم يدم إلا 15 ساعة». وغداة سؤال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مراسل قناة «برفيي كانال» التركية الرسمية عن صحة تصريح رجل في تركيا زعم انه عميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي)، بأن ما نفذته الولاياتالمتحدة هو اكتشاف قبر بن لادن الذي توفي بسبب المرض عام 2006، ردّ المراسل بالقول: «وفقرالرجل انها الحقيقة»، كتب السفير الأميركي في موسكو جون بيرل على مدونته باللغة الروسية: «لا يا فخامة الرئيس، هذه ليست الحقيقة، وأصحاب هذه الروايات لم يقدموا دليلاً على ادعاءاتهم». وتابع الديبلوماسي: «في العادة لا اعطي اهمية لهذه الاقوال، لكنني اضطررت منذ ايام للاستماع اليها في البرنامج الأكثر شعبية في التلفزيونات الروسية». وكان الكرملين رحب ب «النجاح الكبير» الذي حققته الولاياتالمتحدة بعد اعلانها مقتل بن لادن، لكن وسائل اعلام روسية شددت لاحقاً على تناقضات في الرواية الرسمية للأحداث. وكانت مواقع اسلامية على الانترنت نشرت ليل الاربعاء – الخميس التسجيل الصوتي الاخير لزعيم «القاعدة» قبل مقتله، والذي تضمن إشادته بالثورات في العالم العربي، داعياً المسلمين إلى اطاحة مزيد من الحكام «الطغاة». وقال بن لادن في التسجيل الذي استغرق 12 دقيقة، وأفيد بأنه تحدث فيه قبل اسبوع من مقتله: «إذا بشمس الثورة تطلع من المغرب... أمتي المسلمة نراقب معك هذا الحدث التاريخي العظيم ونشاركك الفرحة والسرور والبهجة... هنيئاً لانتصاراتك ورحم الله شهداءك، وعافى جرحاك وفرّج عن أسراك». وأشاد بن لادن بالثورة المصرية، وحض المحتجين العرب على الإبقاء على زخم الاحتجاجات، وقال: «ستعمّ رياح التغيير العالم الاسلامي كله بإذن الله»، فيما لم يشر بالتحديد إلى باقي الاحتجاجات، لكنه قال إن «اسرائيل قلقة من هذه الاضطرابات». وغاب الإسلاميون في بداية الانتفاضات التي اجتاحت الشرق الأوسط وقادها مواطنون عاديون أغضبهم الحكم الشمولي والفساد وإساءة إدارة الاقتصاد، علماً ان تنظيمه وجماعات متشددة أخرى كانت شنت حملة دموية لإطاحة الحكام نفسهم، من دون ان تحقق نجاحاً. ومن خلال إشادته بهذه الانتفاضات حاول بن لادن استعادة دور الإسلاميين مجدداً.