تداول يمنيون مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي في شكل واسع، يظهر فيه قيادي حوثي وهو يحرض معاونيه على إجبار طلاب المدارس والشباب والنساء على التجنيد لرفد جماعته بالمقاتلين، لمواجهة الجيش الوطني اليمني، حتى لو تم ذلك بالإكراه. ومنذ بداية الحرب في آذار(مارس) عام 2015 والتي تخوضها قوات الجيش والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين بدعم ومساندة دول التحالف العربي، فقد الانقلابيون عشرات الآلاف من مسلحيهم في جبهات القتال كافة، فيما حُرر أكثر من 75 في المئة من مساحة اليمن، ما دفعهم إلى فرض التجنيد القسري لمقاتلين غالبيتهم من الأطفال. ويظهر مقطع الفيديو المتداول القيادي الحوثي في حوار مع قناة «اليمن الحكومية»، التي تسيطر عليها الميليشيات في العاصمة صنعاء، وهو يفسر (على هواه ومبتغى جماعته) الآية القرآنية الكريمة «كتب عليكم القتال وهو كره لكم»، بأنها توجب التجنيد بالإكراه. وحين سأله محاوره: وماذا عن من لم يكن راغباً أو كارهاً القتال والجهاد؟ رد عليه القيادي الحوثي رداً صاعقاً، وقال: «يتم التجنيد بالقوة وسيذهبون للقتال رغماً عنهم، وإن لم يقاتلوا نجعل منهم متاريس في جبهات الحرب». حتى الآيات القرآنية يفسرها الحوثيون وفق أهوائهم وبما يخدم مشروعهم الطائفي والدموي في اليمن، لا يعترفون بما أجمع عليه المفسرون وعلماء الإسلام، ولا يقبلون بمن يعارضهم، وكلام «سيدهم» عبد الملك الحوثي وملازمه (محاضراته) مقدسة لا تقبل رأياً آخر، ومن حاول فك طلاسمها، أو وقف على شاردة أو واردة من هذرها، أو عارض تحوير سياقها فهو مفقود ... مفقود ... مفقود. ولا يكترث الحوثيون بأي قوانين وأعراف دولية وإنسانية تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب، ولا يأبهون بأي ذنب يقتل الأطفال على جبهات حروبهم، تفكيرهم ينصب على نهج دموي يستتر خلف مشروع كارثي لجهة تدمير اليمن ليحكم «سيدهم» على جماجم أطفال اليمن وخيرة شبابه، ولكي يبتسم ملالي طهران بما آل إليه اليمن على يد أتباعهم، وحيث تقف قدميك في صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فأنت على مقربة من مقبرة (الشهداء) أو بيت يبكي أحد أبنائه، أو صراخ أم ثكلى قتل طفلها ثم لم تحظَ برؤية جثته الصغيرة، إذ لم يتبقّ منه غير أجزاء متناثرة أو بعض ملابسه تشتم منها رائحة فلذة كبدها حين تنتحب على فقدانه إلى الأبد، فرحل مع أترابه إلى الجنة ليأكل من «تفاحها» كما يبشر «السيد» وأتباعه قتلاهم وذويهم من بعدهم. قبل أيام قليلة، بثّ إعلام الحكومة الشرعية والجيش الوطني مقطعاً مصوراً لمجموعات من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 17 و14 سنة، تم أسرهم في إحدى جبهات القتال في محافظة مأرب شمال اليمن، كان أحدهم وعمره 14 سنة يبكي ويصرخ قائلاً: «أريد العودة الى أمي». أبكى ذلك المشهد كل من بين ضلوعه قلب وفي وجدانه مشاعر إنسانية... بعد أيام، أعيد الطفل الأسير إلى أسرته بعد أن تعهد عدم الانخراط من جديد مع الميليشيات. ولم تمض بضعة أيام، حتى تمكنت قوات الجيش من أسر حوثيين في محافظة البيضاء، وكانت المفاجأة أن أحد الأسرى هو ذلك الطفل الذي كان يبكي ويطلب العودة إلى أمه.