تونس - أ ف ب، رويترز - قتل مسلحان في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن التونسية أمس في مدينة الروحية (ولاية سليانة) على بعد نحو 200 كلم غرب العاصمة «يشتبه في انتمائهما للقاعدة»، فيما قررت السلطات رفع حظر التجول المفروض على العاصمة. وقال مسؤول تونسي رفض كشف هويتي المسلحين انهما «كانا يحملان حزامين ناسفين» وهما «ارهابيان يشتبه كثيراً في انتمائهما إلى شبكة القاعدة»، فيما أشار مصدر أمني آخر إلى أنه يشتبه في أن المسلحين الذين فتحوا النار على أفراد من الجيش والشرطة أمس أعضاء في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وأضاف أن المجموعة كانت تضم تسعة أفراد. وكان مصدر أمني وشاهد قالا إن أربعة أشخاص هم عقيد وجندي في الجيش التونسي إضافة إلى ليبيين اثنين قتلوا أمس في تبادل إطلاق النار في الروحية. وقال المصدر إن «رجلين قدما من سبيبة (قرب مدينة القصرين - وسط غربي البلاد) واتجها إلى محطة للركاب في الروحية حيث ساعدهما حارس على حمل امتعتهما غير أنه فوجئ بثقل الأمتعة فأبلغ الشرطة والجيش، وحين وصلت قوات الأمن إلى المكان بدأ الليبيان بإطلاق النار». وأضاف أن «الجندي وليد الحاجي والعقيد طاهر العياري قتلا في تبادل إطلاق النار»، إضافة إلى «الليبيين الاثنين اللذين يحملان جوازي سفر ليبيين». وأكد الرواية أحد السكان مضيفاً أن مدنيين اثنين اصيبا بجروح، إصابة احدهما خطرة وتم ايداعه مستشفى في العاصمة التونسية. وأضاف الشاهد أن مروحيات للجيش التونسي تحلق فوق المنطقة. إلى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية في بيان أمس أن حظر التجول الليلي الساري في العاصمة وضاحيتها رفع اعتباراً من أمس. وأشارت إلى أن «هذا القرار يأتي اعتباراً للتحسن الملحوظ في الوضع الأمني وما شهدته مناطق تونس الكبرى (ولايات تونس واريانة وبنعروس ومنوبة) من استقرار وحفاظاً على المصالح الاقتصادية للمواطنين». من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة الانتقالية التونسية الباجي قائد السبسي بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس أمس، إنه «واثق من مستقبل علاقتنا» مع فرنسا. وأضاف أن العلاقات الثنائية «مستقرة وجيدة، وكل شيء على ما يرام بيننا». وأكد أن الوضع في تونس «ممتاز» وأن انتخابات الجمعية التأسيسية ستتم في موعدها. وكان السبسي التقى أول من أمس نظيره الفرنسي فرانسوا فيون على عشاء عمل، فيما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن إطار العمل بين البلدين حدده وزير الخارجية آلان جوبيه الذي زار تونس أخيراً، ويستند الى خطة مساعدة لتونس بمئات الملايين. ومن المقرر أن تشارك تونس بصفتها مدعواً خاصاً في قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي تبدأ في 26 أيار (مايو) الجاري في مدينة دوفيل الفرنسية، حيث سيتم البحث في دعم تونس لتمكينها من تطبيق الخطة الاقتصادية التي أعدتها للنهوض بالبلاد. ووصف مصدر مطلع في الرئاسة الفرنسية الخطة الاقتصادية التي أعدتها تونس بأنها «مفصلة جداً وتشمل مراحل واضحة وتعبر عن حاجات البلد بطريقة واضحة». وأشار إلى أن ساركوزي أبدى خلال لقائه السبسي «رغبة واضحة بمساعدة تونس على إنجاح المرحلة الانتقالية، إذ ان هذا النجاح يمثل نجاحاً للبلد الذي أطلق الربيع العربي وينطوي على مغزى رمزي يتجاوز نطاق تونس». وشدد على أن البلدين «يكتبان حالياً صفحة جديدة من تاريخ علاقاتهما تعبر عنها كثافة الزيارات المتبادلة».