كشفت منظمة «يونيسيف» عن أن «واحداً من بين كل أربعة أطفال في العراق يعاني تأثير النزاع والفقر»، فيما أُجبِر أكثر من مليون طفل على مغادرة بيوتهم نتيجة الحرب ضد «داعش». وقال المدير الإقليمي للمنظمة» خيرت كابالاري عقب زيارته العراق إن «أكثر من 4 ملايين طفل تأثروا من العنف الشديد في مناطق مختلفة منها نينوى والأنبار»، كاشفاً أن «270 طفلاً قتلوا العام الماضي، كما حُرم العديد منهم من طفولتهم وأجبروا على القتال». ولفت إلى أن «الندوب الجسدية والنفسية سترافق بعض هؤلاء الأطفال مدى الحياة نتيجة تعرضهم لعنف غير مسبوق، كما أُجبِر أكثر من مليون طفل على مغادرة بيوتهم». وأوضح المسؤول الدولي أنه «بينما يشارف القتال على الانتهاء في بعض المناطق، فإن طفرات العنف تستمر في غيرها». وقال: «العنف هنا لا يقتل الأطفال فحسب بل يدمِّر المدارس والمستشفيات والمنازل، كما يمزق النسيج الإجتماعي المتنوع وثقافة التسامح التي جمعت مكونات المجتمع المحلي». وزاد: «في شمال مدينة الموصل، التي شهدت تدميراً لا يوصف، التقيتُ أطفالاً تأذوا بشدة نتيجة ثلاثة أعوام من الحرب، وفي إحدى المدارس التي أعادت اليونيسف تأهيلها أخيراً في الأجزاء الغربية من الموصل، التقيتُ بنور البالغة من العمر 12 سنة، وأخبرتني عن بقائها مع عائلتها في المدينة حتى عندما بلغ القتال ذروته، وحدثتني عن خوفها عندما كانت تأوي إلى الملجأ». وشدّد كابالاري على أن «الفقر والنزاع تسببا في انقطاع العملية التعليمية ل3 ملايين طفل في أنحاء العراق، بعضهم لم يُتح له الجلوس في صف دراسيّ في حياته»، مؤكداً أن «ربع أطفال العراق يعيشون الفقر، كما أن أطفال المناطق الجنوبية والريفية كانوا الأكثر تضرراً خلال العقود الماضية». وناشدت «اليونيسيف» السلطات العراقية والمجتمع الدولي «العمل على إنهاء جميع أشكال العنف في البلاد، حتى يتمكن الأطفال والعائلات في العراق من العيش في أمان وكرامة». كما دعت إلى «مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية والدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الصحية للأطفال الأكثر تضرراً».