شهد منفذ البطحاء تكدساً في الشاحنات القادمة من الإمارات، حتى إن مصادر إماراتية قدرت طول طابور الشاحنات المتوقفة في الجانب الإماراتي بنحو 24 كيلومتراً، مشيرة إلى أن سببه هو تطبيق نظام البصمة في الجانب السعودي، بيد أن أصحاب مكاتب تعمل في التخليص الجمركي على الجانب السعودي من المنفذ أرجعوا التأخير والبطء في إنهاء إجراءات الشاحنات إلى «أمور فنية وإجرائية خاصة بعمل المنفذ في قسميه الجمركي والجوازات»، مسجلين قلقهم على السائقين والبضائع من «ارتفاع الحرارة في هذا الصيف، والتي لامست في بعض الأيام حاجز ال52 درجة مئوية»، مطالبين ب«سرعة تصحيح الوضع، مراعاة لظروف السائقين وأصحاب هذه البضائع». ونقلت وكالات الأنباء الفرنسية عن صحف إماراتية، أن «السلطات الجمركية السعودية شددت الإجراءات على حدودها مع الإمارات خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً لجهة أخذ بصمات سائقي الشاحنات، ما تسبب في بطء شديد في الحركة». ونقلت صحيفة «غلف نيوز» عن سائقين شكواهم، بسبب «ضعف الإجراءات وعدم توافر الخدمات الضرورية، مثل المطاعم ودورات المياه»، مؤكدين أن العبور «يستغرق أكثر من 16 ساعة لمرور كيلومترين من صف الشاحنات، وأن المشكلة بدأت في التزايد مع بداية الشهر الجاري». وأكد أصحاب مكاتب تخليص جمركي في الجانب السعودي (رفضوا ذكر أسمائهم)، أن نظام البصمة الذي طبق أخيراً «لم يكن السبب الرئيسي في هذه المشكلة، فهناك أسباب سبقت هذا النظام بسنوات، ومنها ضيق الساحة الجمركية، التي لا تستوعب أعداد الشاحنات الكثيرة جداً، إذ يُعد هذا المنفذ من المنافذ النشطة، ولا تتوقف حركة السير التجاري فيه ولو ليوم واحد». وقالوا: «إن الاتفاق الذي وقعته الدول العربية أخيراً، والذي شدد على أهمية محاربة الغش التجاري، كان له أثر بارز في التكدس والتأخير، لأن التفتيش كان يتم سابقاً بالاختيار العشوائي. أما الآن فالتفتيش يشمل كل شاحنة تعبر المنفذ ومن دون استثناء، ما جعل الأمر غاية في الصعوبة، على رغم أهمية هذا التشديد لمنع التهريب، لكننا نأمل بإيجاد حل يُسرّع هذه الإجراءات، مع المحافظة على فاعليتها». وأكدوا أن «قلة الموظفين في الجمرك أسهمت في هذا التأخير، فعدد الموظفين لا يتناسب مع عدد الشاحنات الكبير الذي يفد إلى الجمرك»، مشيرين إلى ان الأجواء الحارة «تقلل من طاقة الموظفين وأدائهم، والحل يكمن في زيادة عاجلة للطاقم الموجود حالياً»، مؤكدين ضرورة «درس فكرة تطبيق نظام الدوام على فترتين، خصوصاً أن الفترة الحالية لا تكفي لتخليص جزء كبير من الشاحنات. وقد طبقت هذه الفكرة في قسم الصادر ونجحت، وأيضاً في منفذ سلوى سابقاً جربت على الشحن، حتى وصل الدوام إلى الثامنة ليلاً في فترة النشاط الاقتصادي في قطر، التي زاد فيها حجم التصدير إليها، ولا يوجد ما يمنع من تطبيق نظام الفترتين في هذا المنفذ، ما يجعل العمل مضاعفاً، إلى جانب أن الفترة الثانية تكون فيها الحرارة أقل، والعمل فيها مريح للجميع». واعتبر مدير أحد مكاتب التخليص في المنفذ، ان النظام حقق إيجابيات كثيرة، أهمها منع دخول المجرمين وأصحاب السوابق، ولو لم تكن لهذا النظام إلا هذه الحسنة لكفاه». وقال: «قلة وعي السائقين تلعب دوراً في زيادة المشكلة، فأغلبهم لا يعرف الإجراءات الجمركية، ما يجعله يتأخر ويؤخر غيره، ويجب على المنفذ أن يضع لوحات إرشادية بجميع لغات السائقين، مثل الإنكليزية والهندية والفيليبينية».