في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الصحة لاحتواء سرطان الثدي في السعودية وتوسع مستقبل القضاء عليه عقب إعلان مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود اكتشاف سبع حالات إصابة في المرحلة الأولى من حملة الكشف الباكر عن الداء من بين 1167 سيدة خضعن للكشف قرعت المدير التنفيذي لمركز محمد حسين العمودي لسرطان الثدي والناجية من سرطان الثدي والناشطة عالمياً الدكتورة سامية العمودي جرس إنذار لجميع سيدات المجتمع ووزارة الصحة بتأكيداتها أن المرض في البلاد في تصاعد مستمر. وأشارت العمودي في حديثها إلى «الحياة» إلى أن دراسة حديثة توقعت ازدياد معدل ارتفاع المرض بنسبة350 في المئة من أعداد المصابات حالياً، وهي أرقام إذا لم تتخذ الطرق المناسبة لمواجهة الخطر المقبل فهذا يعني زيادة في العبء على «الصحة» وموارد الدولة. وأسفت المديرة التنفيذية لمركز سرطان الثدي للنقص الكبير في الكوادر المؤهلة، مؤكدة أن خفض أعداد المصابات بالمرض يكون بسبب ارتفاع الوعي وزيادة الإقبال على الفحص الباكر للأورام، لافتة إلى أن سرطان الثدي ليس له سبب محدد لكن هناك مجموعة عوامل، منها أن النسبة تزداد في الفئة العمرية المقاربة لل50 عاماً، إذ من المعروف أن نسبة الشباب في السعودية عالية بل تعدل ما يقرب من ال50 في المئة من سكانها ما يعني أنها ستمثل في ال20 عاماً المقبلة الفئة الأكثر عرضة للداء. وأفادت العمودي أن من ضمن أسباب المرض طبيعة السلوك الحياتي من غذاء وزيادة الوزن عند السيدات إذ تزيد من معدل الخطر، خصوصاً في ضوء النسب العالية للسمنة في الخليج التي تقرب من ال50 في المئة أيضاً، كما أكدت أن استعمال «الهرمونات» البديلة للسيدات في سن انقطاع الطمث خصوصاً من دون إشراف طبي ولفترات طويلة، إضافة إلى ما تلعبه الوراثة من دور لكنه ليس كبيراً كما يعتقد البعض إذ إن نسبة خمسة في المئة فقط لديهن تاريخ عائلي. وأبانت الدكتورة العمودي الحاصلة على المركز ال11 في قائمة العلماء العرب الأكثر تأثيرًا، و على المركز 122 على القائمة العامة لمؤسسة «أربيان بزنيس» أخيراً أن من العوامل المساعدة على الإصابة بالمرض تأخر سن الإنجاب وعدم الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، مستدركة: «لكن هذه العوامل كلها عوامل مساعدة أما السبب الحقيقي للسرطان فما زال مجهولاً». ولفتت إلى أن مركزها وجد حلاً لتدريب العاملات اللائي تنقصهن المهارة والدراية في التعامل مع المصابات في خطته الإستراتيجية والعمل على تدريب السعوديات على تقنية «الماموغرام» من خلال الاتفاق الذي تم مع «الرعاية الصحية» في بلجيكا، كما يعمل المركز على عقد اتفاقات لتدريب كوادر التمريض فيه، بتنظيم ورش عمل لممرضات الرعاية الصحية الأولية في المنطقة لتدريبهن على آلية الفحص الذاتي للثدي والعمل على اختيار خريجات من العلوم الطبية لتدريبهن على تمريض الأورام والعمل على ابتعاثهن لدورات في مراكز عالمية. وعرجت العمودي الناجية من داء سرطان الثدي إلى قصص لسيدات اعتقدن أن التشخيص يعني النهاية، وقالت: «أذكر أن سيدة زارتني في المستشفى وأنا على سرير المرض بعد إجراء العملية الجراحية وقد حوّلها طبيبها لي، لأنها كانت رافضة أخذ العلاج الكيماوي وبعد الحديث معها شعرت أنني أخاطبها لا كطبيبة فحسب وإنما كمريضة تشعر بكل ما تشعر به من مخاوف فأدركت أن هناك فرصة لها في العلاج، خصوصاً أن المريضة عادة بحاجة إلى هذا النوع من الدعم النفسي ممن مر بالتجربة مثلها». بدوره، حذر مدير صحة جدة نساء المحافظة من الإبطاء في الخضوع للكشف الباكر عن سرطان الثدي، ونوههن بضرورة إجراء الفحص الخاص بالمرض الخبيث، مذكراً أن اكتشافه في المراحل المتأخرة من الإصابة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. و أشاد باداود بالدور التوعوي والأنشطة التشخيصية التي نفذها فريق العمل واللجان المنظمة للحملة الوطنية لبرنامج الكشف الباكر عن السرطان بالمحافظة الساحلية خلال الأشهر الستة الماضية.