أُرجئ لقاءٌ تضامني مع الشعب السوري كانت الدعوةُ وُجِّهت الى عقده في فندق «بريستول» في بيروت عصر امس، بعدما أُبلغت الجهة المنظِّمة بأن ادارة الفندق المذكور تلقت تهديداً بأن البيان الذي سيتلى في ختام اللقاء يجب ألاّ يتلى من هذا المكان، ثم تلقت الجهة المنظمة نفسها عبر «الفاكس»، اعتذاراً عن عدم استقبال اللقاء «تحييداً للفندق والموظفين فيه». وكانت القوى الأمنية استعدت لاتخاذ إجراءات أمنية استثنائية في محيط فندق «بريستول»، لمواكبة اللقاء التضامني داخلَه ولتجمعٍ مضادّ خارجَه، خصوصاً بعدما كان وفد من حزبي «البعث العربي الاشتراكي» و«السوري القومي الاجتماعي»، بحسب وكالة «أخبار لبنان»، زار الفندق طالباً تخصيص صالة لعقد مؤتمر دعم للنظام السوري بالتزامن مع «مؤتمر التضامن مع الشعب السوري»، فردّت إدارة الفندق بأنها ترحب بهم، ولكن فعلاً لا قاعة شاغرة لاستقبالهم، وعندها قرر الحزبان عقد تجمع في محيط الفندق. وجاء في بيان صدر عن الجهة المنظِّمة موقَّع من أعضاء لجنة المتابعة في لقاء «لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري»، صالح المشنوق وشارل جبور وكمال يازجي ووليد فخر الدين ويوسف بزي وأيمن شروف: «حدث أمس أمرٌ بالغ الخطورة في بيروت، عاصمة الحريات والديموقراطية، يتمثل في انتصار الترهيب والتهديد على حرية الرأي والتعبير، وعلى الحقوق التي كفلها الدستور، أمس، اضطُرَّت إدارة فندق بريستول الى الاعتذار عن عدم استضافة اللقاء التضامني مع الشعب السوري، بعد تلقيها تهديدات باقتحام الفندق ومنع عقد اللقاء ولو بالقوة. ونحن إذ نقدر أسباب الاعتذار ونتعاطف مع إدارة الفندق، نعتبر أن بيان ما يسمى «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» وما حمله من تهديدات صريحة وعلنية، دليل كاف على ممارسة أقصى أنواع الإرهاب الموروثة من نظام الوصاية. والحال كان نفسه مع كل فنادق بيروت وإدارة نقابة الصحافة». واعلن أنه يصر على عقد اللقاء، وسيحدد مكانَ عقده وزمانَه قريباً». ورجحت الجهة المنظمة اقامة اللقاء خارج بيروت. ولاحقاً أعلنت إدارة فندق البريستول في بيان توضيحي أنها علمت «عند قراءتها الصحف امس، باحتمال حدوث مواجهة بين معارضي النظام في سورية وبين مؤيديه أمام الفندق لذا، قررت الإدارة الاعتذار عن عدم استضافة المؤتمر حفاظاً على جدول المناسبات المقامة في الفندق لهذا اليوم، وعلى سلامة الضيوف والموظفين». وفي هذا السياق، حمل الأمين القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان فايز شكر، بعد زيارته الرئيس اميل لحود، على «فريق 14 آذار»، الذي وصفه بال «مهزوم والمأزوم، مهزوم بالسياسة، لأن هذا الفريق ارتمى في أحضان الغرب والأميركي، ويسعى دائماً لتنفيذ أجندة اميركية لا تخدم إلا إسرائيل». ورأى أن «المشكل في لبنان أن اللعب فيه أصبح على المكشوف». وقال: «بالأمس سمعنا ان هناك لقاء تضامنياً لنصرة الثوار في سورية، من يقوم بهذا اللقاء؟ هذا اللقاء مدبَّر ومبرمَج ومُعَدٌّ له ومدعوم دعماً كاملاً من قريطم، وهذا ما سمعناه من إدارة فندق «بريستول»، هذا اللقاء غير مسموح به، ولن يُعقد مهما كلفت الأمور، لأنه مشروع تآمري على لبنان قبل أن يكون على سورية، وأقول لسعد الحريري إن عليه عدم التفكير بأن الأمور في البلد أصبحت تُدار على قاعدة نزع جاكيته». واعتبر شكر ان «تصريح (النائب) محمد كبارة (اول من امس، عن دعم الشعب اللبناني للشعب السوري) يصب في خانة المشروع المرتبط فيه فريق المستقبل، وإنْ كان حَيَّدَ نفسه وتحدث باسمه». وحمل عضو القيادة القومية لحزب «البعث» النائب عاصم قانصوه، بدوره على منظمي لقاء البريستول، وقال خلال لقاء موسع عقده في منزله لفاعليات وبعثيين: «ناقشنا ما آلت اليه الأمور بعد إعلان بعض المراهنين على تسميم العلاقات اللبنانية - السورية، كاد هذا التصرف الأرعن أن يؤدي الى فتنة داخلية كبيرة تهدد أمن لبنان واستقراره». وأكد: «لم ولن نسمح بأي خطوة تآمرية مماثلة وسنقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه اللعب برمزية العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وأمنهما واستقرارهما مهما كلف الثمن».