قالت خمسة مصادر في قطاع التمويل إن «أرامكو» السعودية لم تدع «يو.بي.إس» و«بنك أوف أميركا ميريل لينش» إلى المنافسة في أدوار استشارية رئيسة في عملية إدراجها بالبورصة، لأنهما لم يقرضا شركة النفط العملاقة أي أموال في السنوات الأخيرة. وذكرت المصادر المطلعة أن المصرفين الاستثماريين، وهما من أكبر المصارف في العالم، لم تتم دعوتهما إلى حضور اجتماعات بالسعودية في الأسابيع المقبلة، سيقدم فيها المتنافسون اقتراحاتهم للاضطلاع بأدوار المنسقين العالميين في الطرح العام الأولي. وأضافت المصادر أن «أرامكو» استبعدت المصرفين على رغم أن لهما عمليات في الشرق الأوسط ويرغبان في المشاركة في الطرح الأولي، الذي قد يكون الأكبر في التاريخ. وأحجمت «أرامكو» السعودية ومصرف «أوف أميركا ميريل لينش» ومصرف «يو.بي.إس» السويسري عن التعليق. وقالت المصادر إن استبعاد المصرفين يعكس ثقافة الشركات في المنطقة، إذ تربط بين الأدوار الاستشارية ومدى استعداد المصارف لتقديم قروض لها. وستحتاج «أرامكو» إلى اقتراض مبالغ كبيرة من المصارف الغربية في السنوات المقبلة، للوفاء بتعهدات الاستثمار. وفي إطار خططها، تهدف الشركة إلى استثمار 300 بليون دولار في إنتاج النفط والغاز خلال السنوات العشر المقبلة، والتوسع في طاقة التكرير والبتروكيماويات في أنحاء العالم. وذكر مصدران مصرفيان آخران أن الدعوة لم توجه أيضاً لباركليز، لكنهما لم يذكرا سبب استبعاد المصرف. وامتنع باركليز عن التعقيب. وقد تتولى المصارف الثلاثة، التي لم توجه إليها دعوات، أدواراً أقل أهمية في تقديم المشورة وإدارة الدفاتر في عملية إدراج الشركة السعودية المقررة هذا العام. ويمثل إدراج شركة النفط الوطنية العملاقة في البورصة جزءاً محورياً من مساعي الإصلاح، التي يتبناها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرامية إلى إعادة هيكلة اقتصاد المملكة وتقليص اعتمادها على إيرادات النفط. وتقدر الحكومة، التي تسعى إلى طرح نحو خمسة في المئة من «أرامكو»، قيمة الشركة العملاقة بتريليوني دولار. ويتوقع مصرفيون أن تفتح الأدوار الاستشارية في الطرح العام الأولي الباب أمام مجموعة من الصفقات الأخرى، التي يتوقعون تدفقها من خطة المملكة لإصلاح اقتصادها، من خلال برنامج واسع للخصخصة. وذكرت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي أن شركة «أرامكو» السعودية دعت مصارف، من بينها «سيتي» و«غولدمان ساكس» و«دويتشه»، للمنافسة في أدوار المنسقين العالميين في نهاية كانون الثاني (يناير)، أو بداية شباط (فبراير)، في مدينة الظهران حيث مقر الشركة النفطية. ولا تتوافر بيانات كاملة عن الأموال التي أقرضتها مصارف الاستثمار ل«أرامكو»، لكن الرسوم التي جمعتها من أنشطة الإقراض تمثل مؤشراً قوياً إليها. ولم يجمع مصرف «أوف أميركا ميريل لينش» أي رسوم من قروض ل«أرامكو» منذ 2010، بحسب بيانات «تومسون رويترز»، وجمع 180 ألف دولار فقط في الفترة من 2002 إلى 2010. كما لم يضطلع مصرف «يو.بي.إس» قط بدور المستشار في قروض خلال الأعوام ال15 التي غطتها البيانات. وجمع جيه.بي مورجان، الذي جرى تعيينه بالفعل مستشاراً للطرح، أعلى رسوم من قروض ل«أرامكو»، إذ بلغت الرسوم 9.5 مليون دولار خلال فترة الأعوام ال15. وجاء «سيتي» و«إتش.إس.بي.سي»، الذي حصل على تفويض بالفعل، في المركزين الثالث والسادس، من حيث حجم رسوم القروض التي تلقتها المصارف، وحصل الأول على 8.1 مليون دولار، والثاني على 5.6 مليون دولار. وجاء «دويتشه» بين أكبر 20 مقرضاً ل«أرامكو»، في حين يأتي «غولدمان» في المرتبة ال34، لكنه اشترى شريحة من تسهيل ائتماني ل«أرامكو» بقيمة عشرة بلايين دولار، في السوق الثانوية، العام الماضي.